* email * facebook * twitter * linkedin أجمع فنانون ممن نشطوا سهرة اختتام مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته 41، على أهمية مثل هذا المهرجان الذي قطع أشواطا كبيرة نحو العالمية. وتُعد التظاهرة منبرا للفنانين بهدف التحاور والتعبير، وإضافةً للرصيد الثقافي للمدينة والولاية، وداعما لجهود التنمية والتطور. شكلت سهرة الاختتام صورة فنية رسمت ديكورها، وعزفت فيها السيمفونية التراثية لتتناغم مع الألوان الفنية الجزائرية، وميزتها وصلات غنائية للفنان عيسى براهيمي والشاب مليك الشاوي، وتخللتها لوحات فلكلورية شاوية وعرض كوريغرافي مسرحي بعنوان "همسات أجيال"، إلى جانب معزوفات موسيقية لطلبة وأساتذة المعهد الجهوي للتكوين في الموسيقى بباتنة. ففي أجواء ثقافية مزجت بين التراث الأصيل دُشنت هذه السهرة بتقديم مسرح "همسات أجيال"، وهي لوحات فنية تتطرق لأربعة أجيال من الثورة والاستقلال، مرورا بالعشرية السوداء إلى الجيل الحالي، تضم 07 ممثلين منهم طفلان. ودشن المشهد معزوفات الأوركسترا الفيلارموني للمعهد الموسيقي بباتنة بقيادة المايسترو بوعزة عبد الحليم، التي عزفت التراث وأبدعت في طرب الجمهور من التنوع الموسيقي الأمازيغي الجزائري، فضلا عن أغنية أخرى عن الجزائر، مجدت فيها الوطنية. وعلى وقع أنغام "فرقة الرفاعة" اكتمل المشهد، وظهر البندير الذي يحرك نخوة كل جزائري، وتواصلت السهرة التي اختلفت عن باقي السهرات الماضية في تناولها مضامين الأصالة والتاريخ وتعزيز الروابط الأخوية فيما بين أبناء الشعب الجزائري، والدعوة الصريحة إلى الالتفاف حول مشروع الوحدة الوطنية، وهو ما تجسد فعليا على وقع النغمة الأصيلة القصبة والبندير واستحضار التراث. من جهتها، فرقة أجيال سيدي مرزوق أعادت إلى الأذهان أعراس المنطقة، وبرزت بشكل ملفت وسط تفاعل الجمهور مع آلة المزود. ومن جهتهم، أعضاء فرقة ثازيري للرحابة جالت وصالت، وأطربت الحضور بأغان تراثية من المنطقة، ليفسح المجال للفنان الشاوي عيسى براهيمي، الذي كان نجم السهرة بامتياز، وفجّر طاقاته فوق المنصة بعد غياب عن المهرجان دام 22 سنة، ولم يجد صعوبة في تحويل الركح إلى فضاء راقص يستلهم التراث على وقع الموسيقى الشاوية العصرية، وعرف كيف يصنع من صدى المنصة لذة التفاعل فوق المدرجات، ليسدل الستار عن فعاليات الطبعة بمرور مليك الشاوي الذي ردد أغاني كاتشو. وكانت السهرة الرابعة من هذه الفعاليات تنوّعت فيها الطبوع الموسيقية من التراث الأصيل إلى الموسيقى الكلاسيكية، مرورا بالأغنية الرايوية العاطفية وموسيقى الريغي جامايكي الأصل، وبالقصبة والبندير افتتحت هذه السهرة فرقة النمامشة التي اعتلت خشبة المسرح بالبرنوس والشاش، ورقص لها الجمهور على إيقاعات الفرقة في "لسود مقروني" و«عين الكرمة" للفنان المقتدر عيسى الجرموني. وبرائعة "السلام عليكم" رحبّ الفنان جميل غولي المعروف في الساحة الفنية ب "جام"، بجمهور باتنة، جمهور أبدى حبّه لموسيقى "الريغي" جامايكية الأصل؛ بدليل حفظه أغاني الفنّان عن ظهر قلب، على غرار "أفريكا" و«مريم" إلى "برية" و«الدينار، والتي تترجم الحياة اليومية والاجتماعية للشباب الجزائريين. ومن جهته، الشاب بلال الصغير زلزل الركح بأشهر أغانيه العاطفية، على غرار "ارواحي نتحاسبو" و«قصة غرام" إلى قنبلة الموسم "العشق المجنون". للإشارة، فإن السهرة الرابعة عرفت تكريما خاصا بعائلة الفنان محمد الأوراسي أحد أعمدة الأغنية الأوراس، نظير ما قدمه للأغنية الشاوية الأصيلة على وقع الموسيقى الكلاسيكية التي أدّتها أركسترا شباب الجزائر بقيادة المايسترو سليم دادا، كانت بدايتها مقطوعة العالمي سباستيان باخ بعنوان "آير". وقد أشرف محافظ المهرجان يوسف بوخنتاش على مراسيم حفل الاختتام، داعيا في كلمة له بالمناسبة، إلى تثمين الجهود، والحفاظ على خصوصيات المهرجان الذي اعتبره فضاء يلمّ شمل الفنانين وكل الجزائريين.