وجه أمس الرئيس المالي الانتقالي ديونكوندا تراوري رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالبا منه دعما ومواكبة للسماح لبلاده بالخروج من أزمتها. وأكد مصدر رسمي مالي أن الرسالة التي وجهت إلى بان مؤرخة في 30 أوت أي قبل يومين من توجيه طلب دعم رسمي إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وأضاف المصدر أن الرئيس المالي طلب من الأممالمتحدة الدعم والمواكبة الضروريين لتعزيز قدراته، وخصوصا على صعيد المساعدة الانسانية والتفاوض وإصلاح قوات الدفاع والأمن. ولفت إلى أن الدعم والمواكبة المطلوبين يهدفان إلى السماح لمالي بمعالجة أسوأ أزمة في تاريخها في ظل احتلال ثلثي أراضيها من جانب جماعات مسلحة وتهديد أسس ديمقراطيتها. وفي رسالته إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا المؤرخة في أول سبتمبر والموجهة إلى الرئيس الحالي لهذه المنظمة، رئيس ساحل العاج الحسن وتارا، طلب تراوري مساعدة المجموعة وخصوصا على الصعيد اللوجستي لاستعادة السيطرة على شمال مالي الذي تسيطر عليه منذ خمسة أشهر جماعات إسلامية متطرفة متحالفة مع القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وأشعل ملف التدخل العسكري شمال مالي من قبل المجموعة الإقتصادية لغرب إفريقيا صراعا بين قيادة الجيش المالي التي اطاحت بالرئيس السابق توماني توري من جهة والرئيس الحالي ديوكوندا تراوري، حيث يرفض العسكر وجود قوات أجنبية في بلادهم خوفا من إضعاف سلطتهم وأعلنت وسائل إعلام محلية أن هذا الصراع هو سبب تذبذب مواقف الرئيس الجديد الذي وافق في البداية على تدخل عسكري من قبل قوات المجموعة الإقتصادية لغرب إفريقيا في الشمال قبل أن يتراجع بعد تحفظ العسكر على الخطوة. وأكد ديوكوندا تراوري أن مالي لا ترغب في انتشار قوات عسكرية مقاتلة أجنبية على أراضيها لكنها تطلب مساعدة غرب افريقيا وخصوصا على الصعيد اللوجستي لاستعادة الشمال من أيدي الاسلاميين المسلحين، وهو رد على إعلان فرنسي سابق حول وجود طلب تخل عسكري. وأضاف “على العكس، إن انتشار وحدات من الشرطة أو قوات عسكرية مقاتلة أمر غير مطروح”. وقال إن المساعدة المطلوبة يمكن أن تأخذ أشكالا عدة منها تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب ووسائل تقنية، وإرسال وحدة اتصال ومراقبة في إطار مركز تنسيق عمليات تأمين سلامة المؤسسات الانتقالية. وكان مسؤول فرنسي كبير في واغادوغو الثلاثاء الماضي قال إن رئيس مالي بالوكالة ديونكوندا تراوريه طلب رسميا الثلاثاء الماضي تدخل قوات عسكرية من غرب إفريقيا لاستعادة شمال البلاد من أيدي المتمردين الاسلاميين.