أعلنت حركة أزواد رفضها أي نوع من التدخل العسكري لمجموعة غرب إفريقيا في شمال مالي وطالبت بالبحث عن حلول سلمية أخرى، كما دعت كل الجماعات المسلحة من الجهاديين مغادرة المنطقة. جاء بيان للحركة الوطنية لتحرير أزواد توج ملتقى نظم بكيدال حضرته شخصيات بارزة بالإقليم “نحن المجتمعون في ملتقى أنفيف نرفض أي تدخل أجنبي في أرض أزواد، ونطالب مجموعة غرب أفريقيا (CEDEAO) وكافة الأطراف الفاعلة في النزاع الأزوادي المالي دعم الجهود السلمية للدفع باتجاه التوصل إلى حل نهائي، كما نطالب مالي باحترام حق الشعب الأزوادي في الحياة الكريمة، الذي تنتهكه بين لحظة وأخرى”. وأكد البيان الذي نشر على موقع الحركة على الأنترنت أن المشاركين دعوا كل الجماعات المسلحة غير أزوادية إلى الخروج من أرض أزواد بشكل محترم، وطلبوا من الجماعات الوطنية المسلحة الانخراط في المشروع الوطني لدولة أزواد، وجاء هذا الموقف من حركة الأزواد التي تسيطر على أجزاء هامة من شمال مالي ليخلط أوراق مجموعة غرب إفريقيا، التي تخطط من ورائها فرنسا لنشر ما قوامه 3 آلاف جندي في شمال مالي لمواجهة الجماعات المتمردة والإرهابية. وأشعل ملف التدخل العسكري شمال مالي من قبل المجموعة الإقتصادية لغرب إفريقيا صراعا بين قيادة الجيش المالي التي أطاحت بالرئيس السابق توماني توري من جهة والرئيس الحالي ديوكوندا تراوري، حيث يرفض العسكر وجود قوات أجنبية في بلادهم خوفا من إضعاف سلطتهم، وأعلنت وسائل إعلام محلية أن هذا الصراع هو سبب تذبذب مواقف الرئيس الجديد الذي وافق في البداية على تدخل عسكري من قبل قوات المجموعة الإقتصادية لغرب إفريقيا في الشمال قبل أن يتراجع بعد تحفظ العسكر على الخطوة. وأكد ديوكوندا تراوري أن مالي لا ترغب في انتشار قوات عسكرية مقاتلة أجنبية على أراضيها، لكنها تطلب مساعدة غرب إفريقيا وخصوصا على الصعيد اللوجستي لاستعادة الشمال من أيدي الاسلاميين المسلحين، وهو رد على إعلان فرنسي سابق حول وجود طلب تخل عسكري. وأضاف “على العكس، إن انتشار وحدات من الشرطة أو قوات عسكرية مقاتلة أمر غير مطروح”. وقال إن المساعدة المطلوبة يمكن أن تأخذ أشكالا عدة منها تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب ووسائل تقنية وإرسال وحدة اتصال ومراقبة في إطار مركز تنسيق عمليات تأمين سلامة المؤسسات الانتقالية. وكان مسؤول فرنسي كبير في واغادوغو قال أن رئيس مالي بالوكالة ديونكوندا تراوريه طلب رسميا الثلاثاء الماضي تدخل قوات عسكرية من غرب إفريقيا لاستعادة شمال البلاد من أيدي المتمردين الاسلاميين. وقال الممثل الخاص لفرنسا في منطقة الساحل جان فيليكس باغانون “هذا اليوم تميز بتطور ملموس بما أننا قادمون من أبيدجان حيث الرئيس الحسن وتارا (الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا) أبلغنا أن الرئيس تراوريه وجه رسميا طلبا إلى المجموعة لتقديم مساهمة ذات طابع عسكري من أجل فرض الاستقرار في البلاد وخصوصا استعادة الشمال”.