يتوج طلبتها كل سنة بالمراتب الأولى وطنيا في حفظ القرآن الكريم تسجل المدارس القرآنية والمساجد عبر ولاية قسنطينة إقبالا لافتا من طرف الأطفال مع بداية كل عطلة صيفية أي منذ جوان إلى غاية أوت من كل سنة لتعلم وحفظ القرآن الكريم على أيدي أئمة مؤهلين ومربين وكذا متطوعين. وتعول أغلب العائلات بقسنطينة على الفترة الصيفية لتمكين أبنائها من تحصيل جانب من العلوم الشرعية لاسيما حفظ سور من القرآن الكريم عبر مختلف المرافق الدينية المنتشرة بالولاية بغرض عدم تفويت الفرصة عليهم بالنظر إلى أن أغلبهم يفتقد للوقت الكافي الالتحاق بالمدارس القرآنية أثناء الموسم الدراسي الرسمي. وعبرت سعاد (أم لأربعة أطفال) في تصريح لها عن فخرها الكبير لإقبال كل بناتها على مسجد أحمد حماني بمدينة علي منجلي خلال كل عطلة صيفية لتعلم القرآن الكريم وهو ما ساعدهن – حسبها- على تحسين وتطوير مستواهم الدراسي بالأخص في قواعد اللغة العربية. وقد أجمع عدة براعم التقينا بهم على أن فترة العطلة الصيفية تعد “فرصة سانحة” لهم لحفظ ما تيسر من كتاب الله رغم أنهم يدرسون مادة التربية الإسلامية في مختلف الأطوار التعليمية خلال الموسم الدراسي، مشيرين إلى أنهم خلال هذه الفترة يتفرغون لحفظ سور من القرآن وكذا أحاديث نبوية شريفة. وبالمدرسة القرآنية لمسجد أحمد حماني التقينا بالصغار لينة ويانيس جاد وميرنا ومريم اللواتي أكدن على مداومتهن على حضور الدروس بالمسجد ورغبتهن الكبيرة في إسعاد أوليائهن الذين لطالما شجعوهم على ذلك، موجهين الدعوة لأترابهن من فئتي الذكور والإناث للالتحاق بالمدارس القرآنية. من جهته، قال وسيم (14 سنة) تلميذ بالطور المتوسط وهو يهم بحفظ سورة البقرة: ” لم أتمكن وبسبب اجتيازي لامتحان شهادة التعليم المتوسط بالإضافة إلى كثافة الدروس الخصوصية خلال نهاية الأسبوع وطيلة الموسم الدراسي من الالتحاق بالمدرسة القرآنية، لذا فالعطلة الصيفية فرصة مناسبة بالنسبة لي لحفظ السور القرآنية الطويلة” وتعتمد عملية التعليم بالمداس القرآنية الصيفية على تعليم الكتابة والترتيل الصحيح للقرآن ومخارج الحروف وكذا أحاديث نبوية شريفة وأدعية على يد مدرس معتمد من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف. وقال رئيس مصلحة التعليم القرآني والتكوين والثقافة الاسلامية بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية قسنطينة عبد الحكيم خلفاوي: “نستقبل أزيد من 5 آلاف تلميذ من مختلف الأعمار خلال كل عطلة صيفية موزعين على 200 قسم قرأني عبر 245 مسجدا، وقد لاحظنا في السنوات الأخيرة رغبة واهتمام كبيرين من طرف الأولياء بخصوص توجيه أبنائهم نحو المدارس القرآنية”. دعوة لإدراج أقسام لتعلم القرآن بالمدارس في العطلة الصيفية ويرغب عدد من الأئمة ومدرسي القرآن الكريم بقسنطينة في إدراج أقسام خاصة بمدارس الطور الابتدائي لاستقبال الأطفال الراغبين في تعلم القرآن خلال العطلة الصيفية” لتخفيف الضغط على المدارس القرآنية الموجودة بالمساجد. وأوضح في هذا السياق أحمد بوخرة إمام مسجد جعفر بن أبي طالب بمدينة علي منجلي، بأن أغلب العائلات تسجل أبناءها خلال الفترة الصيفية لتعلم القرآن الكريم مما يشكل –حسبه- ضغطا على المساجد. وأضاف أن هذه لأقسام القرآنية الصيفية تستقبل أزيد من 40 تلميذا جديدا كل سنة مما يطرح -حسبه- مشاكل عدة، سواء من حيث ظروف الاستقبال أو فعالية التدريس. وتعد ولاية قسنطينة من بين الولايات التي يتوج طلبتها كل سنة بالمراتب الأولى وطنيا في حفظ القرآن الكريم وكذا من حيث عدد الدارسين بهذه المدارس القرآنية بإجمالي يفوق 22 ألف تلميذ مسجل للموسم الدراسي 2018- 2019.