يعاني مواطنو بلدية جسر قسنطينة، شبح عزلة ثقافية يتعاظم مداها منذ فترة ليست بالقصيرة، ورغم استفادة المنطقة المذكورة من مركز ثقافي منذ نحو العامين، إلاّ أنّ الفعل الثقافي يكاد يكون معدوما في بلدية موصوفة ب”اليتيمة” في ظل ضحالة التمويل وانتفاء الموارد. وفي جولة ميدانية قادت مندوبة “السلام” إلى هذه الضاحية العاصمية، ذكرت مراجع محلية أنّ المركز الثقافي “ستول المكي” المتواجد بجسر قسنطينة والذي يعد الهيكل الوحيد في البلدية، علما أنّه تأسس قبل عامين ليكون منارة للشباب من خلال ما يقدمه من نشاطات شملت جميع الميادين الثقافية، الصحية، التعليمية.. ورغم العراقيل المتمثلة في نقص الأموال من طرف الوزارة. ووجوده في منطقة شبه منعزلة إلا أنه ما زال يزاول جل نشاطاته بكل تفان قصد استقطابه المزيد من الشباب بمختلف فئاتهم العمرية، لاسيما المراهقين منهم ليكون ملاذهم الثاني بعد البيت والمؤسسات التعليمية الأخرى. كشف عثماني عماد، رئيس جمعية دار الشباب بجسر قسنطينة، التي لم تحظ إلى يومنا الحالي باسم خاص، حيث ما تزال تنسب إلى الحي الذي تنشط على مستواه، أن النشاطات التي تبناها المركز في إطار البرنامج المسطر من طرف الديوان الوطني للشباب والرياضة المتضمن لعدة فروع أساسية تشمل الإعلام الآلي، الإلكترونيك، التصوير الفوتوغرافي، السمعي البصري، علم الفلك ونادي الشاطر الصغير إلى جانب فروع أخرى كمحو الأمية الذي عرف استقطابا كبيرا للعنصر النسوي الذي يتشكل منه أغلبية المنخرطين، ونادي الأطفال الذي يستقبل يوميا حوالي 15 طفلا لا تتجاوز أعمارهم 5 سنوات، إضافة إلى الخلية الصحية التي تقوم بحملات تحسيسية حول عدة أمراض كسرطان الثدي لدى النساء، الكلى، السكري، التدخين والمخدرات والتطرق إلى كيفية تجنبها ومعالجتها، إضافة إلى تدعيمه بمختصين نفسيين لتقليل الضغط على التلاميذ المقبلين على شهادة البكالوريا والتعليم الأساسي . كما أضاف المتحدث أن المركز عرف تدعيما في عامه الثاني بنشاطات إضافية تمثلت في تعليم فن إعداد الحلويات، النادي العلمي، والدروس التدعيمية على مستوى الأطوار الثلاثة الابتدائي، الأساسي، والثانوي، وكذا تنظيم زيارات استكشافية ورحلات ميدانية غالبا ما تكون وجهتها البحر وفق برنامج “المخطط الأزرق” الذي تتخلله مسابقات ثقافية في إطار تبادل الخبرات بين أطفال وشباب المناطق المختلفة في العاصمة، وبتزامنه مع خمسينية الاستقلال شهد المركز حضورا في عدة مهرجانات وتظاهرات وطنية من خلال فرقته الغنائية “قافلة الجزائر”، وهو ما أكده مديره ابن عبيد رابح، الذي اظهر تفاؤلا كبيرا فيما يخص توسيع نطاق نشاطاته ليشمل عددا اكبر من المنخرطين على غرار ما سجله هذا العام من زيادة، ليصل العدد إلى أكثر من 200 منخرط حسب إحصائيات شهر سبتمبر الجاري، وعلى أمل الحصول على تدعيمات من الوزارة يستمر المركز في بذل المجهودات في ظل الإمكانيات المتاحة لزيادة عدد الأنشطة التي تستقطب الشباب وترقى بهم إلى مستوى ثقافي أفضل.