شهد آخر يوم من فعاليات الطبعة ال17 للصالون الدولي للكتاب، تهافتا جنونيا للزوار على مختلف الأجنحة، ورغم فصلهم عن موعد غلق أبوابه دقائق معدودات إلا أنهم واصلو الولوج عبر بواباته المختلفة غير آبهين بتأخر الوقت، وكأنهم أبوا توديعه وعز عليهم فراقه تقاطع اختتام الصالون الدولي للكتاب مع العطلة الأسبوعية للجزائريين، ورغم لمسنا خلال منتصف الأسبوع إعراضا عن التوافد إلى قصر المعارض مكان سير فعالياته، إلا أن آخر ثلاثة أيام قد سجلت إقبالا منقطع النظير، تزاحمت خلاله الأروقة واستحالت الحركة بحرية كالسابق. وحسب المشاركين الأجانب الذين اقتربت منهم “السلام” خلال آخر ساعتين من عمر التظاهرة، ممن عهدوا المشاركة في فعاليات الطبعات السابقة، فقد كللت النسخة ال17 بنجاح كبير على مستوى العرض والبيع. وقال قاسم بركات، مدير دار الفارابي اللبنانية، في تقييم للطبعة الأخيرة: “المعرض بشكل عام كان جيدا، عرف إقبالا كثيفا، وتنظيما ممتازا، وعبر عديد الطبعات التي حظرناها قبلا لمسنا تطورا مستمرا عاما بعد عام”، وفي مقارنة بين الطبعات السابقة للتظاهرة والحالية، أضاف بركات: “هذه الطبعة الأحسن على الاطلاق فقبلا كنا نسهر الليالي لإحضار الكتب من المستودعات، وحاليا نجد كتبنا في أجنحتنا، بالنسبة للمعاملات الجمركية والإدارية، تعرف العديد من التسهيلات والتسريع وهو تطور إيجابي بالنسبة لنا كعارضين”. وأكد صاحب دار الفارابي التي لا تهتم من خلال تنقلاتها ببيع الكتاب بقدر عرض العناوين والتعريف بها عربيا، أن مشاريع الشراكة مع المؤلفين ودور النشر قد عرفت أوجها خلال السنة الجارية مع مؤسسات كسيديا والوكالة الوطنية للنشر والإشهار، إلى جانب التعاقد على ترجمة لياسمينة خضرا وحبيبة العلوي.. إضافة إلى عدد من الكتاب البارزين والصاعدين الجزائريين. أما، مصطفى سالم، مدير التسويق بدار العين المصرية للنشر، فقد وصف مشاركتهم الثانية خلال التظاهرة بالتجربة الناجحة، “حيث تتمتع بإقبال جماهيري كبير حتى ساعاتها الأخيرة بما أنه يوم عطلة، وهو ما أسعدنا فعلا، كما يتميز بإقبال الكتاب والمؤلفين والمثقفين بشكل لافت”. وقال أن “معرض الجزائر يعتبر من بين أقوى المعارض العربية، يتميز بقوة شرائية عالية، كما أن الزائر يتصف بتنوع ميولاته وطلباته من أدبية سياسية تعليمية وكتب التنمية البشرية”. أما دور النشر الوطنية التي اشتكت إعراضا من قبل الجمهور في الايام الأولى من المعرض الدولي للصالون، فقد امتلأت الأجنحة الخاصة بها على آخرها، وكأن الزائر سجلها على قائمته لتكون مسك ختام جولته مساء أول أمس السبت.