يشهد مستشفى ابن زهر بقالمة، قفزة نوعية من خلال عصرنة العديد من المصالح الطبية والاستشفائية، وذلك بإعادة تحديثها إلى جانب اقتناء احدث التجهيزات الطبية التي من شأنها تجنيب المرضى عناء الذهاب إلى الولايات الأخرى، من اجل إجراء الفحوصات آو الأشعة بواسطة المنظار أو التحاليل الطبية. على غرار مصلحة الأمراض الصدرية التي استفاد منها ذات المستشفى مؤخرا بعد إعادة تهيئتها والتي يشرف عليها طاقم طبي وشبه طبي محترف يتكون من 3 أخصائيين في الأمراض الصدرية، وطبيبين عامين يساعدهم 16 عاملا من الشبه الطبي، والتي تحوي على 20 سريرا بطاقة استيعاب سنوية تقدر ب948 مريض، والتي أكد بشأنها مدير المؤسسة الاستشفائية العمومية عبد العزيز غجاتي، بقوله أن إدارة المؤسسة الاستشفائية خصصت لإعادة تأهيل مصلحة الأمراض الصدرية من ميزانية المستشفى لسنة 2011 مبلغا يقدر بمليار و400 مليون سنتيم، كما ستستفيد المؤسسة الاتشفائية ابن زهر، قبل نهاية السنة الجارية من إعادة تهيئة جناح خاص بالطب الفزيائي وإعادة التأهيل الوظيفي، وتعتبر المصلحة الوحيدة على مستوى الولاية والثانية على مستوى الشرق بعد أن تم إضافة هذا النوع من العلاج إلى المصلحة بعد أن كانت في السابق تقتصر على العلاج بالوخز بالإبر والذي يعود تاريخ هذه المصلحة إلى ما يقارب ال40 سنة عندما جاءت بها البعثة الصينية آنذاك، إلا أن المصلحة لم يتم إعادة بنائها بما يطابق المواصفات المطلوبة بل تم تركها كما تم انجازها أول مرة خلال الحقبة الاستعمارية، وهي عبارة عن بناية من الصفيح القصديري القديم سقفها نصف دائري مصنوع من مادة الأميونت، وهي مادة ممنوعة بسبب تسببها في مرض سرطان الرئة، الشيء الذي كان محل مراسلات رسمية من طرف المجلس الطبي والإدارة ومديرية الصحة، إلى الوزارة الوصية والهيئات المحلية والتي كللت أخيرا بانطلاق إعادة تهيئتها، حيث خصصت لها إدارة المستشفى مبلغا ماليا من ميزانية المؤسسة يقدر ب700 مليون سنيتم وحسب عبد العزيز غجاتي، مدير المستشفى فأن هذه المصلحة تتوفر على طاقم طبي مختص من بينهم طبيبان مختصان في إعادة التأهيل الوظيفي الحركي وأربعة مدلكين صحيين اضافة إلى طاقم كامل للشبه الطبي والأعوان، كما تم تجهيزها بأحدث التجهيزات الطبية من أجل التكفل الأمثل بمواطني الولاية الذين كانوا يتكبدون معاناة التنقل إلى مستشفى سريدي بعنابة، أو التوجه إلى المصحات الخاصة وقد استقبلت المصلحة منذ بداية السنة الجارية عددا كبيرا منالمواطنين أين وصل عدد الفحوصات الطبية المتخصصة في حصص إعادة التأهيل 7756حصة، وعدد حصص الوخز بالإبرة الصينية 2819 حصة، فيما بلغت الفحوصات الطبية خلال ذات الفترة إلى 1224 فحص، بينما عدد حصص التأهيل الوظيفي إلى 4856 حصة وعدد حصص الوخز بالإبرة الصينية إلى 1749 حصة، زيادة على ذلك فقد قام الأطباء بإدخال طريقة متطورة في معالجة المرضى تتمثل في حقن مادة "طوكسين" وهي مادة تستعمل كبديل لحصص التدليك لبعض الحالات، وقد اظهرت هذه الطريقة الجديدة فعالية كبيرة في شفاء المرضى، للإشارة فأن تهيئة مصلحة الوخز بالإبرة الصينية -كما يحلو لمواطني الولاية تسميتها- لاقت ارتياحا كبيرا من طرف المرضى خاصة منهم المصابون بإعاقات حركية نتيجة إصابتهم بجلطة دماغية أو في حوادث المرور التي عرفت تزايدا خطيرا في ولاية قالمة، وهو ما يزيد في أتعاب وصعوبات للمؤسسات الاستشفائية بصفة عامة.