أكدت لنا الدكتورة بوسمغون سريدي فتيحة رئيسة وحدة الوخز بالإبر في مستشفى بن عكنون، أنهم استطاعوا من خلال حصص علاجية لتقنية الوخز بالإبر من التخفيف من معاناة آلاف المرضى، خاصة الذين يشتكون من الآلام الحادة، مضيفة أن اعتماد ذات التقنية مكن المرضى من تقليص كميات الأدوية المضادة للالتهابات التي من شأنها أن تضر بالمعدة. تعتبر تقنية العلاج بالوخز بالإبر أحد الاختصاصات الطبية التي انطلقت من الصين موطنها الأصلي، حيث اعتمدت كمادة تدرّس ضمن المقرر الدراسي لطلبة الطب، لتتبع عبر عديد الدول ومنها فرنسا. وفي الجزائر اعتمدت ذات التقنية في العلاج بمستشفى الدويرة خلال السبعينيات، لتتوقف لفترة وتعود سنة 1997 من خلال اتفاقية تعاون طبي رسّمه آنذاك يحي فيدوم وزير الصحة السابق، وتسجل في السنوات الأخيرة إقبالا ملحوظا. وعن الأمراض التي تنفع معها هذه التقنية، أكدت لنا الدكتورة بوسمغون سريدي فتيحة طبيبة عامة ومختصة في الوخز بالإبر، وكذا رئيسة مصلحة الوخز بالإبر في مستشفى بن عكنون، أنها ممثلة في بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل والعضلات، وكذا التهاب عروق الرقبة والذراعين وعرق ''النسا''، وأوجاع الرأس وشلل الوجه إلى جانب أمراض أخرى. وعن مفعول العلاج على تلك الأمراض والنتائج التي تسفر عنها، أضافت أنه ممثل في تأثيرها على الطاقة الموجود بجسم الإنسان، مضيفة أن هناك 04 طاقات بداخلنا تعمل بتناسق فيما بينها، منها طاقة التغذية والتنفس التي تتجدد يوميا مستمدة نشاطها من تغذية الإنسان، والطاقة النفسية الملازمة للإنسان، والتي تتذبذب إذا ما شعرنا بالاكتئاب، إلى جانب طاقة دفاع الجسم التي تجري في الدم وتتشكل من المضادات الجسمية، ومجموع هذه الطاقات يعطي الجسم توازنا يختفي في حالة بمرض، وهنا تظهر فعالية الوخز بالإبر الذي يعمل على إعادة تلك الطاقة وضمان التوازن. وعن مدة العلاج أكدت محدثتنا أنها ممثلة في حصص موزعة عبر ال05 أيام الأولى من الأسبوع وبمعدل 20 دقيقة للحصة، ليرتاح المريض مدة 03 أسابيع، ويعاد فحصه لمعرفة مدى استجابته للعلاج ''فقد نكتفي بفترة علاجية واحدة إذا كانت النتائج جيدة، كما يمكن إضافة فترة أخرى إذا ما تطلبت الحالة ذلك'' تقول ذات المتحدثة، مضيفة أنهم يستقبلوا من 100 إلى 120 مريض يوميا، وتشرف هي على العلاج رفقة طبيبين من الصين يستعملوا إبر ومصاصة من زجاج لامتصاص الهواء الذي تسبب فيه الالتهاب، مع الاستعانة بعشبة ''الشيح'' التي تستعمل لتسخين أماكن العلاج، ويبقى أن نشير أن الوخز بالإبر يمكّن المرضى من الاستغناء الأدوية المضادة للالتهاب وما لها من تأثيرات سلبية على الجهاز الهضمي.