شدّد حملاوي عكوشي رئيس حركة الإصلاح أمس، على مراهنة التكتل الأخضر للفوز بغالبية مقاعد المجالس الولائية حتى يشكّل حصنا ضدّ إهدار المال العام، مبرزا أنّ التكتل ارتضى التواجد في سبعمائة بلدية فحسب، لقناعته بكون الرقابة تكون أفضل على مستوى الولايات. وفي ندوة صحفية نشطها بالعاصمة، كشف عكوشي عن اعتماد الائتلاف الإسلامي الذي يضم حركات السلم، الإصلاح والنهضة استراتجية دعائية موحّدة في الحملة المرتقب افتتاحها في الثالث نوفمبر المقبل، وأبدى مسؤول حليف سلطاني وربيعي تفاؤلا كبيرا بنجاح التكتل في تجاوز عثرة تشريعيات العاشر ماي الأخير، وتحقيق إنجاز أفضل في محليات 29 نوفمبر المقبل. في سياق ذي صلة، أكد رئيس الإصلاح أنه لم تعترض التكتل أي مشاكل في ترتيب القوائم، منوّها بامتلاك الاسلاميين لزخم شبابي ونسوي، مضيفا: «تموقعنا في المناطق التي قدّرنا أننا سنسيّرها بكفاءة. هذا ووصف عكوشي الإنتخابات المحلية المزمع إجراؤها ب»الباردة ولا طعم فيها» نظرا لإنعكسات التي خلفتها الإنتخابات التشريعية التي يقول المتحدث أنها تلقي بظلالها على المحليات، معتبرا في السياق ذاته أن الإنتخابات لن تكون أداة للتغيير في الجزائر وإنما مجرّد تسيير روتيني للحياة على حدّ قول المتحدث، مستدلا في ذلك بالعزوف الانتخابي الذي انتقل من المواطنين إلى النخب ومنه إلى الأحزاب التي أعلنت مقاطعتها. وعكف المتحدث باسم حركة الإصلاح على تقديم مواقف حزبه من مختلف القضايا الراهنة ومنها ما تعلق بالأزمة في شمال مالي، حيث سجّل مخاوف الحزب مما تسعى إليه فرنسا في سبيل حماية مصالحها في إفريقيا ووصف موقف السلطة بالمرتبك بين الحوار والعسكرة، محذرا في الصدد ذاته من «مد العون لفرنسا نظرا للجانب التاريخي الذي يفرض علينا عدم الثقة فيها وحتى لا نحارب في الصحراء بوكالة فرنسية». كما حذر المتحدث ذاته من تعاقب زيارات الوزراء الفرنسيين إلى الجزائر في وقت لا تزال الوضعية التاريخية على الرف ولم تتم تسويتها. وعرج حملاوي عكوشي على قضية المساجين الجزائريين في السجون العراقية حيث ندّد بموقف السفير العراقي وعبّر عن عدم ثقة الحزب في الحكومة العراقية الجديدة، التي يقول إن لها تحركات طائفية ناعة السلطة الجزائرية بالنائمة فالقضية حسبه هي قضية وطنية من الدرجة الأولى وعلى وزارة الخارجية أن تتحمل مسؤوليتها. وبخصوص بعض الحركات الاحتجاجية الشبانية، أردف عكوشي: «هي سهلة وتتطلب تحقيقات سريعة وشفافة لتطويق الأمر»، محذرا في السياق نفسه مما وصفه بالتعتيم الذي سيزيد الطين بلة ويؤدي إلى انفلات. ولم يتوان المتحدث عن الترحم على روح الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، حيث نوّه بخصاله وأكد أنّ الحزب يكّن له كل التقدير والاحترام، قائلا «لا أحد يغالطنا في هذا الرجل الذي فضّل ضميره على التربع على عرش السلطة».