أقبل العديد من المواطنين خلال هذه الأيام على شراء العجول كبديل لأضحية العيد والمتمثلة في الكباش بسبب الإرتفاع الجنوني لأسعار هذه الأخيرة، التي فاقت قدرتهم الشرائية بأضعاف كبيرة، الأمر الذي جعلهم يعتمدون على الاشتراك فيما بينهم لشراء العجل حتى لا يحرموا من يوم النحر. على الرغم من غلاء أسعارها إلا أنهم أبوا أن يحيوا السنة النبوية، حيث تضامن معظمهم، لشراء أضحية العيد والتي تتمثل هذه المرة في اختيارهم العجل باعتباره الأكثر توفيرا من الناحية المالية، وكذا من حيث الكمية الكبيرة للحوم "الوزن". تنقلت السلام إلى أحد نقاط البيع المخصصة لبيع البقر والكباش المتواجدة على مستوى بلدية جسر قسنطينة وتقربت من عادل زرطوط مربي الماشية منذ أكثر من 12 سنة، ومختص في بيع العجل والذي أفاد في حديث له مع "السلام" بأن "هناك إقبال كبير خلال هذه السنة من قبل العائلات الجزائرية على اقتناء العجل الذي تتراوح أسعاره من 12 مليون إلى 18 مليون سنتيم، وأضاف أن سعره معقول لدى المستهلكين المتضامنين لاقتنائه، مقارنة بأسعار الكباش التي فاقت المعقول ليصل سعرها إلى 7 ملايين سنتيم، فقد فضلوا الاشتراك واقتناء عجل يكون كافي من ناحية الكمية المتمثلة في لحم صافي على عكس الكبش الذي يحوي على كمية كبيرة من الشحوم، وأوضح ذات المتحدث بأن العجل على الأقل يزن 70 كيلوغرام من اللحم صافي، والذي يباع ب85 و92 دينار مشيرا في الوقت ذاته إلى ارتفاع سعر العجل بحوالي ثلاثة إلى أربعة ملايين سنتيم بالنسبة للسنة الماضية والتي سجلت أثمان العجل فيها ب 10 إلى 15 مليون سنتيم، وفيما يخص أسباب الغلاء فقد أرجعها محدثنا إلى الزيادة الملتهبة في أسعار الأعلاف. هذا وقد عبر لنا علي وهو أحد المشتركين في شراء عجل لنحره يوم غد الجمعة، بأن الخروف الأقل سعرا والذي يباع ب 3 ملايين سنتيم لا يشبع حتى الصغير، مع أنه لا يكفي للعائلة كثيرة الأفراد، منوها عن الدافع الرئيسي وراء شرائه عجل قائلا: "إن الغلاء في أسعار الكباش مع حجمها الذي يساوي وزن القطط هما الأساس في خلق فكرة إشتراكي أنا وإخوتي الثلاث لشراء عجل بقيمة 15 مليون سنتيم أفضل من شراء خروف لا تشبع حتى العين به". هذا وكشف الطاهر بولنوار الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين، أن سبب ارتفاع أسعار المواشي يعود إلى المضاربة في السعر، وكذا ظهور موالين مناسباتيين وانتهازيين، ناهيك عن الزيادة في ارتفاع أسعار الأعلاف مشيرا إلى كثرة الوسطاء الذين يتذاكون في الأسعار بطريقة غير منتظمة.