أجمعت قيادات العديد من التشكيلات السياسية على ضعف تأثير وعدم جدوى الحملة الإنتخابية لمحليات ال 29 نوفمبر المزمع إنطلاقها في ال 4 من نفس الشهر، متهمين السلطة بتعمد تكريس الركود وقتل حيوية هذا الاستحقاق الإنتخابي المهم، حرصا منها على تكرار سيناريو تشريعيات ماي الأخيرة، وتوجيه العملية الإنتخابية لصالح أحزابها . وفي تصريحات ل"السلام" قال أمس حملاوي عكوشي الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني المنضوية تحت لواء تكتل الجزائر الخضراء رفقة كل من حركة النهضة وحركة مجتمع السلم: "أن الأحزاب السياسية المشاركة في المحليات المقبلة غير متحمسة لهذا الاستحقاق الانتخابي الذي بات يقابله الشارع الجزائري بكل برودة وإهمال، بفعل حرص السلطة على تكريس هذا الواقع"، مضيفا: "وعليه لن تكون الحملة الإنتخابية مجدية بحكم عدم قدرتها على استرجاع ثقة الشعب التي اغتصبت إبان محليات ال 10 ماي الأخيرة"، هذا وأكد المتحدث: "أن التكتل لن يركز على الحملة الإنتخابية بحكم اختيارنا لبلديات كلنا ثقة في ولائها لنا وإيمانها بمبادئنا ورآنا"- على حد تعبير عكوشي- الذي استنكر تخلي السلطة عن واجب تمويل الحملات الإنتخابية، ما جعل العديد من التشكيلات السياسية تعكف على ضمان تأمين مصاريف الحملات الإنتخابية، حيث تحول التمويل إلى أكبر هاجس يؤرقها خاصة الجديدة منها، فيما تعمد الأغلبية الساحقة إلى الاعتماد على المترشحين للمجالس البلدية والولائية في تمويل حملاتهم الإنتخابية، وأخرى ستجد نفسها مضطرة لطلب الدعم الأجنبي ما يمكن أن ينجم عنه تدخل أجنبي في الشأن الداخلي للبلاد، فضلا عن تفشي الفساد المالي والإداري. وذهب جمال الدين حديبي الناطق الرسمي لجبهة التغيير في اتصال خص به "السلام" أمس في نفس التصور، وأكد أن السلطة صاحبة المسؤولية الكاملة في قتل حيوية استحقاق ال 29 نوفمبر المقبل، حرصا منها على تكريس العزوف والمحافظة على الأقلية التي صوتت لحزبيها في التشريعيات الأخيرة- في إشارة واضحة منه إلى كل من "الأفلان" و"الأرندي"- قائلا: "وبذلك تتفادى الضرر للوعاء الإنتخابي للأخيرين في ظل إمكانية استنزافه من طرف أحزاب أخرى في ظل العروشية التي تتميز بها الإنتخابات المحلية"، الأمر الذي يوحي بطبخة خفية تحضرها السلطة لتكرار مسرحية التزوير في ال 10 ماي المنصرم- على حد تعبير المتحدث -، الذي قال في السياق ذاته: "أن هدفنا من المشاركة في المحليات هو إعادة الأمل للمواطن". وبالمقابل أكد قاسى عيسي الناطق الرسمي باسم حزب جبهة التحرير الوطني أن تاريخ ال 4 نوفمبر المقبل موعد إنطلاق الحملة الإنتخابية، سيكون الفاصل بين الأحزاب ونوعية برامجها، "وعلينا أن لا نستبق الأمور"، رافضا الخوض في تفاصيل أخرى بخصوص برنامج حملة الحزب، الذي اتضح من خلال الثقة التي إلتمسناها من حديثه أن "الأفلان" يعول عليه بشكل كبير لاكتساح محليات ال 29 نوفمبر المقبل. هذا وأكد رمضان تاعزيبت قيادي في حزب العمال: "أن الحملة الإنتخابية المقبلة ستكون بدون فعالية، بحكم الضربة القاضية التي تلقاها الشعب من السلطة في جولة التشريعيات الأخيرة"، مبرزا أن العزوف في المحليات المقبلة سيكون أكبر من ذلك الذي عرفته التشريعيات الأخيرة.