شهدت محطة النقل الحضري بحي "بومرزوق" ببلدية قسنطينة حالة من الخوف والهلع بعد أن نشب شجار بين سائقي حافلتين للنقل الحضري تابعتين للخط الرابط بين حيي "بومرزوق" و"باب القنطرة"، حول الزمن القانوني للركون، وفي ظل تجاوز أحد السائقين للوقت المحدد ومطالبة زميله بالانصراف ليحل محله نشب خلاف ومشادات كلامية بينهما، ليتدخل بعدها أحد قابضي الحافلة ويشترك في الشجار لينهال عليه قابض الحافلة الآخر بوابل من الشتائم بحجة أن الأمر لا يعنيه ولا دخل له بالموضوع، بالمقابل فهو مالك للحافلة ولم يتدخل في الأمر، هذا الأمر حز في نفس الشاب الأول الذي لم يتمالك نفسه وأعتبرها إهانة فتى قاصر يصغره سنا لم يتعدى ال19 سنة من العمر، وفي لحظة غضب وغفلة من العمال الذين كانوا بالمكان يحاولون التهدئة من الأوضاع استل خنجرا كان بحوزته ليوجه ثلاث طعنات قاتلة، طعنتين على مستوى جهة الكلى وأخرى على مستوى الكتف، كانت كفيلة بأن تردي الشاب أرضا وهو يتخبط في بركة من الدماء، لينقل بعدها على جناح السرعة وهو في حال حرجة إلى المستشفى الجامعي "عبد الحميد بن باديس"، أين قدمت له الإسعافات اللازمة على مستوى العناية المركزة، وحسب الأطباء الذين تمكنوا من إنقاذ الضحية فإن الجرح كان غائرا بما فيه الكفاية لموته، ولو تأخروا في الوصول به أو إسعافه بدقائق لحصلت الكارثة. الجاني وهو شاب في العشرينيات من العمر، وفي حالة ذعر وخوف هرب إلى منزل العائلة بحي "الكيلومتر الرابع"، للإختباء خصوصا وأن الضحية يسكن بالقرب منه وبالتحديد بحي "بو البراغث" المعروف ب "دوار العطش"، إلى جانب أن الجاني ما زال في فترة عقوبة مع عدم تنفيذ وأي مشكل قد يتسبب في سجنه، أصحاب الحافلات من سائقين وقابضين، وبعد الإطمئنان على صحة الضحية الذي تجاوز مرحلة الخطر ومن المنتظر أن يغادر المستشفى في اليومين المقبلين، قاموا بتشكيل لجنة من العقلاء وأصحاب النفوس الطيبة للتهدئة من الأوضاع وتزكية النفوس والخروج بأقل الأضرار وبحل يرضي جميع الأطراف، وبالأساس إقناع أهل الضحية بعدم التبليغ عن الحادثة بمقابل تكفل أهل الجاني بجميع تكاليف العلاج، وإخماد نار الفتنة وخلق التسامح خصوصا وأن العائلتين هم جيران، ولكن في المقابل يسعى أطراف من أهل الضحية إلى عدم الرضوخ للوضع والتبليغ عن الجاني لينال جزاءه ويكون عبرة لمن يتساهل في إزهاق أرواح الناس لأتفه الأسباب.