على هامش المؤتمر الدولي الأول لذوي الاحتياجات الخاصة قبل أن ننطلق في الحديث عن المؤتمر ومجرياته هل يمكن للدكتورة أن تعرف القراء بنفسها؟ دليل سميحة، متحصله على شهادة الليسانس والماجستير في الأرطفونيا من جامعة بوزريعة – الجزائر، وشهادة الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة باتنة، حاليا أستاذة برتبة محاضرأ، بقسم العلوم الاجتماعية ، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الإسلامية بجامعة أحمد دراية بأدرار، لدي مؤلف بعنوان ” التعرف البصري على الكلمة المكتوبة باللغة العربية”، وبرنامجين حاسوبيين في مجال صعوبات التعلم، مهتمة بالبحث في مجال التربية الخاصة، العلاج ببرامج الحاسوب، صعوبات التعلم، والبحث في مجال علاج اضطرابات التخاطب. كنت الشخصية التي ترأست المؤتمر حدثينا عن كيف كان التحضير والإعداد له وعن الصعوبات التي واجهتكم ؟ يمكن أن نقول أن هذا المؤتمر، كان مقترحا من طرفنا مند السنة الجامعية 2010 – 2011، كملتقى وطني، وللأسف ثم تمت برمجته كيوم دراسي في 2012 أو 2014، وفي توصيات هذا اليوم الدراسي كان أهمها أن يرقى إلى ملتقى وطني، ولم يسعفنا الحظ لبرمجته مرة أخرى، وفي سنة 2018 شهدنا في ولاية أدرار نشاط الجمعيات في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، من بينها جمعية أمل لذوي الإعاقات النفسية حيث نعتبر عضو في المجلس الاستشاري لروضة أطفال التوحد التابعة للجمعية، واهتماما منا أن تكون بداية التجربة ناجحة حاولنا التواصل بمراكز بمختلف ولايات الوطن للوقوف على تجربتها، وتوصلنا إلى ضرورة الاتصال والاعتماد على تجربة خارجية، ومنها تجدد فينا الأمل ومحاولة طرق أبواب أخرى من أجل إحياء وتنظيم المؤتمر، وكانت وجهتنا مخبر القانون والمجتمع، الذي احتضن الفكرة في أول لقاء تم عرضها عليه ونقدم له شكرنا من هذا المنبر، وحرصنا أن يتم فيه عرض تجارب وتكوينات وعدة نشاطات من أجل أن يستفيد كل المهتمين والأخصائيين، والمربيين وأولياء ذوي الاحتياجات الخاصة، والمؤسسات،… وكل من يهمه أمر هذه الفئة من المجتمع، وبالنسبة للصعوبات لا يوجد عمل بدون صعوبات، وأحيانا تلك الصعوبات هي التي تصنع نجاح للحدث. ما هي مجمل المواضيع التي تم التطرق لها من خلال المؤتمر؟ تناول هذا المؤتمر مداخلات من مختلف التخصصات؛ تناولت جوانب عدة منها، القانونية، النفسية، التربوية، الأرطفونية، الاجتماعية، الشرعية، الاقتصادية… الخ من خلال انطباعات المشاركين في المؤتمر هل ترينا أنه حقق النجاح الذي كنتم تطمحون له؟ الحمد لله، الملتقى كان ناجح وكل المشاركين نقلوا لنا هذا الانطباع الذي شرفنا وشرف الجميع (المنظمين، المشرفين، الجامعة) وكذا محيطها الاجتماعي. هل من دليل لكم على أنه حقق النجاح؟ اهتمامكم بهذه المقابلة كممثلين عن الأسرة الإعلامية، يعد أول دليل، ومن خلال اهتمام الصحافة المرئية، والمكتوبة والمسموعة، التي تناولته على أوسع نطاقا يعد دليلا أخر، وصفحات الفضاء الأزرق، التي تناولت ونقلت انطباعات المشاركين، إذ لم نسجل إلى حد الساعة انطباعا سلبيا، على المستوى الشخصي، وتواصل معي الكثير من أولياء ذوي الاحتياجات الخاصة، من بينهم أولياء الحالات التي تتابع عندي كأخصائية أرطفونية في عيادة الجامعة، وكذا أولياء الحالات الموجودة في مراكز أخرى، أو منفردة، حيث استطاعوا من خلال المؤتمر التواصل مع مختصين وعرض مشاكلهم، والاحتكاك العلمي الأكاديمي للجمعيات والباحثين وتبادل التجارب والمعارف، كان أكبر دليل على نجاحه، وسعدنا جدا بهذا التواصل المثمر بينهم. لاشك أن لتنظيم المؤتمر أهداف، ما هي وهل تم تحقيقها؟ الحمد لله، حاولنا اختيار المداخلات من اجل تحقيق أهداف المؤتمر المتمثلة في، الوقوف على آخر الأبحاث المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة والاستفادة منها، وتبادل الخبرات في واقع تشخيص هذه الفئة، وتبادل الخبرات بين المختصين في التكفل بها في مختلف التخصصات، وكذا تبادل الخبرات حول تطبيق البرامج العلاجية في المراكز الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة. يرى البعض أن تنظيم المؤتمرات والندوات والأيام الدراسية عن هذه الفئة لا فائدة منه إذا لم تمنح لهم حقوقهم التي يكفلها لهم القانون ما تعليقكم على ذلك؟ هذه المؤتمرات والأيام الدراسية والندوات هي التي يصل من خلالها صوت ذوي الاحتياجات الخاصة عاليا، في الأمس القريب لم يكن معروف من هم فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، واليوم نتكلم عن حقوقهم، ونتكلم عن التكفل الأمثل بهم، قد نعطي رأيا، ولكن يجب أن نفرق بين من يعطيه مدافعا ومدعما، و من يعطيه محبطا أو مكسرا، مادمنا قررنا تنظيمه… فهو قرار نابع من قلب يبحث عن مد يد العون لهذه الفئة… وكأستاذة ممثلة عن الأسرة الجامعية أقول… أن هدف الجامعة هو الانفتاح عن المجتمع… ومد يد العون. أنت كمختصة أرطوفونية ما النصائح التي تقدمينها لأولياء هذه الفئة والمهتمين بهم ؟ كمختصة أرطفونية، أوصيهم بضرورة التشخيص المبكر، لأنه كلما كان التشخيص مبكرا، كان العلاج مبكرا… ونتجنب تأخر العلاج الذي قد لا يؤتي ثماره إذا تأخر، ونقول لهم ليس عيبا أن يكون لنا طفل من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ففئات ذوي الاحتياجات الخاصة منهم الموهوب … والتقبل لمشكلة الطفل تختصر على الأولياء قطع شوط كبير من عملية العلاج… المؤتمر خرج بتوصيات، فما هي هذه التوصيات وهل ترون أنها ستجسد على أرض الواقع، مع كلمة أخيرة ؟ أكيد خرجنا بتوصيات من خلال هذا المؤتمر، وسنعمل من أجل إيصالها للجهات الوصية ، وتمثلت هذه التوصيات في ، تفعيل النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بالتكفل بذوي الاحتياجات الخاصة، وتعميم إنشاء المراكز المتخصصة وتأهيلها بالوسائل البشرية والمادية اللازمة وتعليم وتأهيل وإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعزيز دور الأسرة في تكوين وتأهيل وإدماج هذه الفئة في المجتمع، وإبراز مهاراتها وقدراتها ومواهبها ومنحها فرص حقيقية للتشغيل، وكذا دعم وتعزيز المجتمع المدني بآليات قانونية وتنظيمية للتكفل بذوي الاحتياجات الخاصة، ومطالبة السلطات المحلية بالقيام بإحصاء وتصنيف أنواع الإعاقات الموجودة في المنطقة، خاصة منطقة رقان مع إشراك المجتمع المدني، وضرورة تفعيل التنسيق بين مختلف الهيئات والمؤسسات المعنية بالتكفل بذوي الاحتياجات الخاصة كمديرية النشاط الاجتماعي، ومؤسسات المجتمع المدني، وإعادة النظر في المناهج والبرامج التربوية والتعليمية بإشراك المتخصصين، وتشجيع الباحثين للبحث في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة وفتح فروع في الجامعة متخصصة، مع ضرورة الاستفادة من التجارب العالمية وخلق مبادرات للتعاون الدولي في مجال هذه الفئة، وإلزامية إنشاء البنايات الجديدة بالمعايير التي تحترم خصوصيات ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي أخر التوصيات حث المشاركين على تنظيم المؤتمر الثاني بجامعة أدرار مع التركيز على التجارب الدولية في التكفل بذوي الاحتياجات الخاصة كما أوصوا بنشر أعمال المؤتمر الأول، وككلمة أخيرة، أشكر كل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر، من هيئة منظمة ، وجمعيات مشاركة، وأسرة إعلامية، وضيوفنا من مختلف الدول ومن ربوع الوطن، وطلبتنا، والمؤسسات المشاركة والمساهمة… أتمنى أن تكون الاستفادة عامة، وشكرا جزيلا لكم على هذه الاستضافة من خلال هذا الحوار.