تسربت جوانب من الخطة التي تعكف مجموعة غرب إفريقيا على ضبطها من أجل استعادة شمال مالي من المتمردين، حيث تقوم على هجوم على المدن الرئيسية مثل تمبكتو بتغطية جوية يرجح أن تكون من قوات دولية في مقدمتها فرنسا. ونقلت أمس وكالة رويترز عن ضابط بالجيش المالي تفاصيل الخطة العسكرية للسيطرة على شمال مالي وهي تقضي بأن تشن قوات مالي، مدعومة بقوة جوية أجنبية، هجوماً لاستعادة مدينة تمبكتو ومدن آخرى في شمالي البلاد، من متشددين لهم صلة بتنظيم القاعدة. وأوضح الضابط أنّ "القوات الدولية لن تقاتل على الأرض، هذا دور الجيش المالي"، وأضاف "الغارات الجوية ستكون مسؤولية القوات الدولية، والشركاء الغربيون سيقدمون أيضاً دعماً يتصل بالإمداد والتموين والمخابرات، بينما سيؤمن الجنود ورجال الشرطة المناطق التي يسيطر عليها جيش مالي". ولم يحدد الضابط ما يقصده ب"القوات الدولية"، إن كانت ستقتصر فقط على قوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إكواس"، أم ستتعداها لدول أخرى إفريقية أو غربية كما يجري الحديث بذلك مؤخرا. وجاء نشر هذه المعلومات بالتزامن مع الكشف عن اقتراح قدمه وزراء الخارجية والدفاع والخبراء العسكريون الأفارقة المجتمعون بالعاصمة النيجيرية أبوجا رفع عدد قوات التدخل الإفريقية بمالي إلى 5500، وقالت مصادر مقربة من الاجتماعات إن الاجتماعات تبحث مقترحًا بزيادة عدد القوات التي ستشارك في التدخل العسكري في مالي من 3300 جندي إلى 5500 جندي، وكانت خطة التدخل التي أعدها قادة أركان منظمة تنمية دول غرب إفريقيا "الأكواس" قبل أيام في باماكو اقترحت نشر 3300 جندي في مالي. وكانت وزارة الدفاع الفرنسية، أعلنت أنه سيتم درس ارسال بعثة اوروبية لتدريب قوات افريقية في مالي قد يتم حشد 200 عسكري فيها، من جانب وزراء الدفاع والخارجية لخمسة بلدان أوروبية في 15 نوفمبر في باريس. وطالب وزراء "الإكواس" في اجتماعهم الجمعة بتوسيع هامش المشاركة في الحرب لبعض الأطراف الإقليمية المعنية كموريتانيا والجزائر والمغرب. وسيعقد مجلس الوساطة والأمن بالإكواس قمة استثنائية بأبوجا اليوم بمشاركة الجزائر لضبط هذه الخطة نهائيا وتحويلها لمجلس الأمن للنظر فيها. وكانت وسائل إعلام فرنسية قد نشرت في وقت سابق ما قالت أنه "الخطة الفرنسية" للتدخل العسكري في شمال مالي وهي مبنية على ثلاثة مراحل، المرحلة الأولى تقضي باستقرار جنوب مالي وحماية باماكو مع نهاية شهر نوفمبر المقبل، والمرحلة الثانية هي وضع القوات الإفريقية التي ستقاتل الجماعات المسلحة في أماكنها شهر جانفي المقبل، أما المرحلة الثالثة فهي لبدء العمليات العسكري شهر مارس في أقصى تقدير. وبحسب نفس المصادر فإن الجيوش الإفريقية هي من ستقود الحملة، حيث ترفض باريس أن تكون في الخطوط الأولى، أو يكون لها جنود مقاتلين على الأرض، غير أنها ستقدم الدعم اللوجستي اللازم، وتقديم المعلومات لقيادة الجيوش الإفريقية.