الآلاف في مسيرة الجمعة 44 يرهنون القبول بحوار تبون بإطلاق سراح معتقلي الرأي جدد أوفياء الحراك الشعبي، العهد مع الخروج إلى الشارع في مسيرة الجمعة 44، التّي أكدوا من خلالها أن القبول بالحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، الجديد عبد المجيد تبون، مرهون بإطلاق سراح مسجوني أو معتقلي الرأي، مؤكدين إصرارهم أيضا على مواصلة النضال في سيبل تخليص الجزائر من الانتهازيين وبقايا النظام المتهالك الذين عبثوا بالبلاد عقودا من الزمن. شرع المتظاهرون في التجمع بقلب العاصمة للمشاركة في مسيرة الجمعة الثانية بعد رئاسيات 12/12، وبأعداد كبيرة مقارنة بالأسابيع الماضية إستعاد الحراك نوعا ما صخبه، وكما جرت عليه العادة جاب الحراكيون شوارع العاصمة إنطلاقا من ساحة الشهداء وصولا إلى ساحة البريد المركزي، مرددين شعارات ورافعين لافتات بعضها يعبر عن التمسك برفض الرئاسيات والطعن في نتائجها على غرار “لم ننتخب ولا يمثلنا أحد”، كما جدد الحراكيون المطالبة بإطلاق سراح معتقلي الرأي، وفي مقدمتهم المجاهد لخضر بورقعة، وفيما رهن البعض من خلال لافتاتهم القبول بالحوار الذي دعا إليه الرئيس تبون، بإظهاره بوادر ونية الإلتزام بتجسيد وعوده التي أطلقها في حملته الانتخابية وفي خطابه الأخير إلى الشعب عقب أدائه اليمين الدستورية، عبر آخرون عن رفضهم وبشكل قاطع هذا الحوار، على اعتبار أنهم غير معترفين بنتائج الرئاسيات الأخيرة. جدير بالذكر، أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، كان قد وعد خلال أول خطاب له عقب إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية، بأنه سيمد يده للحراك الشعبي، وكما إلتزم بفتح قنوات حوار مباشرة مع من يمثله من أجل المصالح العليا للبلاد، وهو ما إستحسنه الكثير من رموز الحراك و”الحراكيون” بصفة عامة، ورحب به قادة وممثلو مختلف الأحزاب السياسية على غرار حركة مجتمع السلم، حزب جيل جديد، حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وجبهة القوى الإشتراكية، فضلا عن الحركة الجمعوية بمختلف مشاربها. نفس الأجواء عرفتها جل ولايات الوطن، التي ظل مواطنوها أوفياء لعاداتهم في الخروج إلى الشارع كل جمعة، وجددوا على غرار ما حدث على سبيل المثال لا الحصر في البليدة، بجاية، تيزي وزو، سطيف، وهران، وقسنطنية، وكذا البويرة، حرصهم على ضرورة تمسك الشعب بوحدة الصف، ومواصلة النضال إلى غاية تطهير البلاد من كل بقايا النظام البوتفليقي، مع تسجيل إرتياح واسع وسط الحراكيين عبر مختلف ربوع الوطن، عقب رحيل بن صالح، وبدوي، في انتظار الأسماء التي سيختارها الرئيس الجديد، لتكون في الطاقم الحكومي.