عاشت ولاية تيزي وزو أمس، أوضاعا مزرية في ظل تساقط أمطار رعدية غزيرة تسببت في حدوث خسائر مادية كثيرة وعرقلة حركة المرور لوقت طويل، وارتفاع منسوب المياه المتجمعة على حواف الطرقات التي تنعدم بها بالوعات صرف المياه، لا سيما على مستوى طرقات ولاية تيزي وزو. وحسب حصيلة صادرة عن المديرية العامة للحماية المدنية، فان التقلبات الجوية التي مست المنطقة مند ليلة اول أمس، تسببت في تسجيل خسائر "السلام" رصدت وضعية الاضطرابات الجوية بالعاصمة، وتبينت أمامها المأساة التي تتكرر كل موسم أمطار، في ظل عدم وجود إجراءات فعالة لاجتناب تدهور المحيط العام لاحظنا أضرار كبيرة سببتها كميات الأمطار سواء من الجهة الجنوبية او الشمالية، وفي مقدمتها الاختناق والازدحام الشديد في حركة المرور ما أدى إلى إعاقة مئات المواطنين في السير والتوجه لاماكن عملهم إلا بعد ساعات طويلة من الانتظار وسط بحيرات كبيرة من الماء، إضافة الى تحول الطرقات الى مسابح بسبب انسداد البالوعات، وقد عرف طريق كريم بلقاسم الذي لم يتم به بعد انتهاء اشغال التهيئة وتسببت تساقط الأمطار بغزارة في حدوث فوضى كبيرة شلت حركة المرور وغلق الطريق المؤدي الى الجامعة، وكذا شارع عميود إضافة الى الطريق الوطني رقم 12 الذي عرف أيضا حالة انسداد للمجاري المائية في العديد من النقاط مؤدية الى اضطراب في حركة السير لدى سائقي السيارات، وعرف حي الكربو وكوتيتكاس أيضا نفس المأساة بانسداد المجاري المائية بعد امتلاء بالوعات المياه، نظرا لعدم استيعابها لكميات المياه ما سبب في تعطل حركة المرور واستحالة سير المواطنين بحيث اضطر البعض منهم الى المشي داخل مستنقعات لقضاء حاجياتهم، في الوقت المناسب واشتكى مواطنون ل"السلام" بعين المكان، من مشكل تجمع مياه الأمطار بسبب انسداد البالوعات ومجاري المياه جراء الأمطار المصحوبة بالأتربة نظرا لعدم مباشرة مصالح البلدية في تنقيتها نهاية كل فصل صيف، مضيفين ان تدهور العديد من الأرصفة التي تعاني نقص الترميم منذ عدة سنوات حيث أضحت تشكل برك مائية يعكس حسب بعض التصريحات، غياب الرقابة الميدانية التي من شأنها أن تضمن إنجاز المشاريع وفق المعايير المعمول بها عالميا وعبر لنا السكان عن غضبهم للأوضاع المتدهورة التي يعيشونها مع حلول كل فصل شتاء، حيث تقتحم مياه الأمطار منازلهم وتعبث بأثاثهم، مرجعين السبب إلى ضيق قنوات الصرف وعدم صيانتها بالشكل اللازم وهو الأمر الذي بات يؤرقهم مع حلول الموسم الممطر وتأسف آخرون في تصريحاتهم في جولة استطلاعية، من هشاشة السياسة المنتهجة من طرف السلطات المحلية في انجاز المشاريع المبرمجة الهادفة إلى التقليل من حجم الكوارث الطبيعية المحتملة في كل فصل شتاء، خاصة وان أموالا كبيرة تصرف سنويا في هذا المجال من طرف الولاية، وطرح عدد من سكان دراع بن خدة مشكل غياب البالوعات الأمر الذي تسبب في تفاقم الأوضاع وأصبح بذلك مصدر قلق واستياء كبير في أوساط السكان، الذين لم يخفوا غضبهم تجاه السلطات المعنية وسياسة "البريكولاج" التي تنتهجها وضرب معاناتهم عرض الحائط، حيث أكد محدثونا انه كلما تساقطت الأمطار ولو بكميات قليلة، يمتلئ الشارع بالمياه وفي المدينة العليا بتيزي وزو تسربت مياه الأمطار إلى داخل العديد من المساكن، ما جعل السكان يستعملون مضخات في منتصف الليل لإخراج المياه المتراكمة من بيوتهم، إضافة الى تشقق جدران بعض السكنات الهشة.