يبقى الحديث عن مشكل اهتراء الطرق وأرصفتها عبر مختلف بلديات العاصمة مستمرا لغاية كتابة هذه الأسطر، كطريق سحاولة وحي السياسي وجنان مبروك وجسر قسنطينة وغيرها كثير، وإن تحركت السلطات المحلية للمبادرة في إعادة تهيئة الطرق فإنها تختار دوما فصل الشتاء الذي يعتبر الموسم غير المناسب للقيام بهذه المشاريع نظرا لكمية التساقط التي تكون بركا ومستنقعات مائية ما يعيق المشرفين على مهام أشغال الطرق عن إتمام مشاريعهم على –حسب- ما علق عليه المواطنون خلال حديثهم ل"السلام". حيث أوضح هؤلاء المتحدثون بأن تدهور وضعية الطرق زادت أين يتجنب مستعملوها في أغلب الأحيان السير عليها نظرا لدرجة الاهتراء الكبيرة التي يعجز التعبير عنها، فيما أفاد البعض الآخر من سكان العاصمة قائلين: "مسؤولو البلدية يركنون في سبات عميق أمام انشغالات المواطن التي هي الأساس في حياته وانعدامها يصعب عليه العيش بسلام، ليستفيقوا في فصل الأمطار والثلوج فيشرعوا في عملية الحفر والتي تشمل الأرصفة والطرق فتكون العملية هذه تلالا من الأوحال يكاد علوها ينافس ارتفاع الجبال، فتسد الأرصفة ليكون نظام أخر وهو الدفع بنا إلى المشي بطرق السيارات أين تحدث كوارث إنسانية ومادية بصورة مرهقة فكم من روح أزهقت نتيجة هذا الوضع". طريق مزرعة سان جورج وأرصفة جنان مبروك نماذج عن الإهمال وفي سياق ذي صلة فإن طريق مزرعة سان جورج التابعة لبلدية بئر خادم، والمؤدية إلى المقبرة الجديدة تشهد إهمالا واضحا من خلال تحولها إلى وديان أثناء تساقط الأمطار فيمتنع التلاميذ عن الذهاب إلى مؤسساتهم التربوية، ما شكل مشكلا أكبر لدى أوليائهم نتيجة تدهور مستوى أبنائهم بسبب غيابهم، وعن وضعية الطريق يوضح قاطنو هذه المنطقة بأن هذه الجهة مهمشة كثيرا وكأنها مفصولة عن الوطن، كما أن عملية الحفر كانت منذ الصيف الماضي لتطبعها الأتربة والأوحال بسبب عدم استكمال الأشغال ما زاد من متاعب السكان، مشيرين بذلك أن المقاولين يتسلمون الصفقات من طرف مصالح البلدية ليعبثوا بها فينكشف تلاعبهم بالمواطنين من خلال عدم مراقبة المسؤولين لأعمال المقاول المعني -حسبهم– معتبرين بأن هذه الطريق لم تعد مسلكا قويما للمشي عليه فيما اتهموا مسؤولي البلدية بأنهم غير قادوين على تسيير شؤون السكان باعتبار أن اللامبالاة هي في مقدمة سياستهم -يقول المواطنون-، وكذا عدم متابعة المصالح التقنية المتواجدة على مستوى البلدية المذكورة للأشغال، كما نوه المتحدثون إلى أن الاستجابة هذه جاءت بعد المراسلات العديدة للبلدية التي لم تكمل متابعتها لمشروع الانجاز. وسيناريو عدم استكمال الطرق يتكرر ويتواصل ليمس طريق حي الأحلام بجسر قسنطينة، والذي يمتد إلى الطريق السريع أين تمت به عملية الحفر منذ قرابة أسبوعين لتمنعهم كميات التساقط خلال المدة الأخيرة من إتمام العمل بها، لتنتقل عدوى العجز عن القيام بالتهيئة إلى أرصفة جنان مبروك بباش جراح، والتي سرعان ما علموا بأمر إعادة التهيئة حيث عبروا عن ارتياحهم إلا أن الفرحة لم تكتمل بسبب التغيير الذي عرفته بيئتهم، حيث تم تحويل الأرصفة بعد حفرها إلى تلال من الأتربة والتي أعرب السكان عن قلقهم قائلين "لماذا يحفرون ولم يكملوا عملهم؟ فلقد آذتنا كثيرا.. الأرصفة تحولت إلى سلسلة جبلية لم نجد أي اتجاه نسلكه سوى السير بطرق المركبات". وفي هذا الصدد يطالب هؤلاء السلطات البلدية بإعادة النظر في الموضوع وإجراء تحقيق حول الإهمال هذا من أجل إتمام مشروع أشغال الطرق وأرصفتها بغية الحد من معاناة المواطن. وكذا الكف من التلاعب وإتمام المشاريع من خلال متابعة المشرفين على هذه الانجازات والضغط عليهك بالجدية في العمل أو تغييرهم.