الملايين يعبرون في الجمعة 53 عن أملهم في بناء جزائر جديدة يطفأئ اليوم الحراك الشعبي، شمعته الأولى التي توجت بعديد الإنجازات المصيرية أبرزها الإطاحة ب “العصابة”، ويستعد لدخول السنة الثانية على أمل بناء جزائر جديدة، وهو ما عبر عنه أمس ملايين المواطنين الذين خرجوا للجمعة ال 53 على التوالي في مسيرات سلمية حاشدة بجل أنحاء الوطن لم تتوقف منذ ال 22 فيفري 2019، رافعين شعارات جددوا من خلالها العهد على مواصلة الحراك إلى غاية تحقيق جميع المطالب دون زيادة أو نقصان. عرفت الجمعة الأخيرة قبل يوم واحد من احتفال الحراك الشعبي بذكراه السنوية الأولى، مشاركة كبيرة من قبل مختلف فئات المجتمع الجزائري عكس الجمعات القليلة السابقة وذلك نظرا لتوافد أعداد كبيرة من المواطنين من خارج ولاية الجزائر للاحتفال بنشوة مرور سنة على هذه الهبة الشعبية التي أطاحت بمشروع العهدة الخامسة للرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة كما ساهمت في إطلاق حرب على الفساد والمفسدين وكذا تعزيز الحريات الفردية والجماعية، حيث بداية من منتصف النهار بدأت الجماهير تغزو الساحات والشوارع الرئيسية بالعاصمة لاسيما شارع ديدوش مراد والعقيد عميروش والواجهة البحرية وساحة البريد المركزي التي تزينت بألوان الراية الوطنية وراية كبيرة تجسد الولايات ال48 في إشارة الى تمسك الجزائريين بوحدتهم الوطنية . وبمناسبة مرور سنة على تاريخ الثورة الشعبية، عبر الجزائريون عن تمسكهم بمطالبهم وحقهم في بناء دولة الحق والقانون كما جددوا مطالبهم للسلطة بضرورة اطلاق سراح جميع الموقوفين كاجراء للتهدئة قبل الاقدام على أي مبادرة او خطوة للحوار والإصلاح السياسي ووسط تعزيزات امنية مكثفة جدد الجزائريون حسب العشرات من اللافتات التي رفعت بمختلف شوارع العاصمة السلطة بضرورة محاسبة الفساد والمفسدين وكل من تورط في نهب أموال الشعب كما طالبوا الرئيس عبد المجيد تبون بالإسراع في استرجاع أموال العصابة المودعة في مختلف البنوك الأجنبية لاسيما فرنسا وسويسرا . هذا وحمل المتظاهرون صور لرموز ثورة التحرير الجزائرية، وشعارات تطالب بتطبيق مبادئ بيان أول نوفمبر 1954 وبناء الدولة الوطنية التي حلم بها الشهداء، كما عبروا عن استحسانهم لمبادرة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بترسيم يوم 22 فيفري، كيوم وطني للأخوة والتلاحم بين الجيش وشعبه من أجل الديمقراطية.