فشلت المساعي التي قام بها كل من محمد الطاهر بوزغوب القيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وعبد الكريم حرشاوي النائب الأرنداوي في المجلس الشعبي الوطني، من أجل مبادرة للصلح بين أحمد أويحيى الأمين العام للحزب وجماعة يحيى قيدوم المشرف على قيادة حركة إنقاذ الأرندي. حيث أسرت أمس ل "السلام" مصادر من قيادة وأروقة حزب التجمع الوطني الديمقراطي، أن سبب فشل المبادرة هو إصرار كل من ينضوي تحت لواء حركة إنقاذ الأرندي على عدم جدوى الوساطة، مشددين على أن النقطة الوحيدة التي يمكن أن تجمع الطرفين على طاولة النقاش هي بحث كيفية تخليص الأرندي من شر أويحيى، وفي السياق ذاته أوضحت المصادر ذاتها أن الأخير بادر بتفويض كل من بوزغوب وحرشاوي لوساطة صلح مع جماعة قيدوم، في محاولة لتصفية الأجواء بين الطرفين خدمة لمصلحة الحزب المشتركة. هذا الوضع يلوح حتما ببوادر تأزم وضعية أويحيى في كنف الحزب،خاصة في ظل المؤشرات والمستجدات التي باتت تؤكد تطور قوة حركة قيدوم التي زادت حدة خطرها على الأمين العام للأرندي، بعد استمالتها لأقوى الأصوات المتمثلة في عدد من الوزراء كان يعتمد عليهم أويحيى لترسيخ منطقه وإحكام قبضته على مجريات القرارات في الحزب، بدليل إجهاضها وبكل جرأة وثقة في هدفها ومن يدعمه لمساعي بوزغوب وحرشاوي في الصلح، حيث تدعمت مؤخرا بدخول محمد بتشين الجنرال المتقاعد والمستشار السابق برئاسة الجمهورية للشؤون الأمنية في عهد الرئيس الأسبق اليامين زروال على الخط في صفها، والذي اتضح أنه يساهم بشكل فعال في تمكين خصوم أويحيى من الحسم في المعركة الدائرة بين الطرفين، معالم ترجح وتجزم بصراع سيخرج ويكشف فيه كل من جماعة قيدوم وأويحيى أوراقهما تدريجيا قبيل موعد الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، التي تسعى حركة إنقاذ الأرندي إلى منع ترشح أويحيى فيها من خلال حرصها على برمجة انتخابات أولية داخل الحزب من خلال صندوق ديمقراطي يعطي، أو يسلب أويحيى حق الترشح كممثل للأرندي في هذا الاستحقاق الانتخابي الكبير.