تصوير بشير زمري - الشروق المؤتمر يغلق باب المفاجآت بانتخاب أويحيى رئيسا لمكتب المؤتمر * * تميز المؤتمر الثالث للتجمع الوطني الديمقراطي، الذي انطلقت أشغاله الأربعاء بفندق الأوراسي بالعاصمة، بحضور قوي ومميز، لشخصيات سياسية وطنية وأجنبية، يتقدمهم رئيسا مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، عبد القادر بن صالح، وعبد العزيز زياري، وممثلي الأحزاب السياسية، منهم رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، الذي تناول الكلمة، إضافة إلى ممثلين عن مختلف المنظمات الوطنية. * وكان الغائب الأكبر عن هذا الموعد، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، وناب عنه، سعيد بوحجة، عضو المكتب الوطني للحزب، المكلف بالإعلام، الذي برر غياب بلخادم عن هذا الموعد، بكونه يتواجد بالأراضي المقدسة، منذ اليوم الموالي لتنحيته من على رأس الحكومة. * وبرز من بين الحضور، اسم الجنرال المتقاعد محمد بتشين، المستشار الأمني للرئيس السابق اليامين زروال، بصفته أحد أبرز المؤسسين، بحيث تردد الترحيب به على لسان أكثر من متدخل، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إضافة إلى شريف مهدي، الذي تناول كلمة باسم المؤسسين، الذين لم يحضر منهم الطاهر بن بعيبش وقاسم كبير، وغيرهم من المغضوب عليهم من قيادة الحزب. * وبدا الأمين العام المنتهية ولايته، أحمد أويحيى، منتشيا، وهو يعتلي منصة قاعة المحاضرات بفندق الأوراسي، مترئسا مكتب المؤتمر، المتكون من الأمين العام لمنظمة المجاهدين، سعيد عبادو، وسعيد مدور، والوزيرة المنتدبة المكلفة بقضايا المرأة وشؤون الأسرة، نوارة جعفر، وبوزغوب محمد الطاهر ومصطفى ملوحي، ورحابي محمد وقاسمية محمد غريسي، ومريم الطيب وبوعمامة حنان، ليخطب في المؤتمرين بلغة الواثق من تجديد عهدته، سيما بعد "التشريف"، الذي حظي به قبل أيام معدودات، عن موعد انعقاد هذا الموتمر، من طرف الرئيس بوتفليقة. * أويحيى وبعد المصادقة على النظام الداخلي للمؤتمر، والمصادقة على جدول الأعمال، وانتخاب مكتب المؤتمر وتعيينه رئيسا عليه، تأكد بأنه غلق كل الأبواب والمنافذ، التي يمكن أن تزعزع موقعه أمام أزيد من ألف و400 مندوب، حضروا من مختلف ولايات الوطن، ومن الخارج أيضا، تناول الكلمة خطيبا، مثنيا في البداية، كعادته، على المقاومين للإرهاب، باختلاف مواقعهم، وفي مقدمتهم الجيش الوطني الشعبي، وأفراد الدفاع الذاتي، وكل من وصفهم "الصامدين المتصدين للمجرمين والخونة والمرتزقة"، مشيدا بهذه الفئات في الكفاح حتى القضاء على "بقايا الارهاب، الذي أعطى ظهره، لليد التي مدها له شعبنا في إطار المصالحة الوطنية". * غير أنه وكعادته، لم يتخلف أويحيى، عن تأكيد وقوف حزبه إلى جانب الرئيس بوتفليقة في مساعيه من أجل الذهاب إلى عهدة ثالثة، وقال "نؤكد دعمنا لمساعي وجهود رئيس الجمهورية، الأخ عبد العزيز بوتفليقة. نؤكد له دعمنا الصادق والثابت، داخل مؤسسات البلاد وفي صفوف التحالف الرئاسي، وأيضا كعائلة سياسية، ستظل بجانبه، خاصة عند المواعيد السياسية الكبرى، التي نقترب منها"، لكن من دون أن يكشف عن طبيعة هذه المواعيد، التي تبقى في نظر المتتبعين، مسألة تعديل الدستور، ومن ثم تمكين الرئيس بوتفليقة من الترشح لعهدة ثالثة. * * أويحيى: البحبوحة المالية مجرد وهم * وقد استغل أويحيى مناسبة مؤتمر حزبه، ليمرّر رسالات لا يمكن أن تصدر إلا عن رئيس حكومة، فهمت على أنها انتقادات ضمنية لمفاهيم شاعت خلال مرحلة ترؤس سلفه عبد العزيز بلخادم للحكومة، منها ما اصطلح عليه، ب "البحبوحة المالية"، التي وصفها ب"الوهم"، مؤكدا في هذا الصدد، بأن نفقات الدولة حاليا، تجاوزت مداخيل الخزينة العمومية، في الوقت الذي فاقت فيه كلفة المشاريع المطروحة للإنجاز، احتياطي الصرف. * وكان أحمد أويحيى قد انتقد في وقت سابق، قرار حكومة بلخادم، بزيادة أجور العمال العام الماضي، بحجة أنها لا تتماشى مع السياسة الوطنية للأجور، وبرر هذا الموقف، بعجز ميزانية الدولة عن تأمين دفع هذه الزيادات في الأجور، في حالة تراجع أسعار النفط عن السقف الذي وصلت إليه في الشهور الأخيرة. * * الجنرال محمد بتشين: نجم المؤتمر * تحول الجنرال المتقاعد، محمد بتشين، والمستشار الأمني للرئيس السابق اليمين زروال، إلى نجم في مؤتمر الأرندي بصفته أحد مؤسسي الحزب التاريخيين. وقد توسط بتشين، مقاعد الصف الأول مقابل منصة المؤتمر التي يتوسطها أيضا الأمين العام أحمد أويحيى. * وكان الجنرال المتقاعد، هدفا لعدسات المصورين، خلال الجلسة الافتتاحية، قبل أن يلتف حوله الصحفيون، مباشرة بعد اختتام جلسة الافتتاح لتمكين الضيوف من مغادرة القاعة، حيث سئل من طرف الصحفيين، عن موقفه من تعديل الدستور، ومن العهدة الثالثة للرئيس بوتفليقة، لكنه رد بلطف وبابتسامة عريضة، ما أنا إلا مناضل في حزب التجمع الوطني الديمقراطي. * * استحداث مفتشية عامة لمراقبة ممتلكات الأرندي * من بين المستجدات التي جاء بها المؤتمر الثالث للارندي، هيئة جديدة أدخلت على القانون الأساسي للحزب، الذي سيبت فيه ما لا يقل عن 1400 مندوب، قدموا من مختلف ولايات الوطن، ومن المهجر. * وتتمثل هذه الهيئة الجديدة، حسب الناطق باسم الحزب، ميلود شرفي، في مفتشة عامة وطنية لها فروع في مختلف ولايات الوطن، تعنى بإحصاء وجرد أموال وممتلكات الحزب، بعد أن صار يدير ممتلكات عقارية ومنقولة، عبر مختلف بلديات ودوائر وولايات الوطن، تأكيدا للانتشار والنمو الذي يعيشه الأرندي في السنوات القليلة الأخيرة. * كما تضمن القانون الأساسي، قرارات جديدة في صالح بعض الفئات من مناضلي الحزب، منها جانب يتعلق باستحداث "كوطات" على مستوى المكاتب الولائية والبلدية، لصالح العنصر النسوي، وكذلك الشأن بالنسبة للشباب، مع استحداث بطاقة خاصة بالمتعاطفين.