تراجع كل من "غ . عمار" و"ب .م يوسف "رفقاء الإرهابي "عمار صايفي" المعروف ب"عبد الرزاق البارا" خلال مثولهم أمس أمام جنايات العاصمة، عن الحقائق التي أدلوا بها أمام مصالح الأمن حول جملة الأعمال الارهابية التي ارتكبت بالصحراء الجزائرية، قبل أن يلقى عليهم القبض في سنة 2004 من قبل الحركة الانفصالية التشادية وتسليمهم إلى الجزائر. حيث حكم على المتهم الأول بالسجن المؤبد ومليون دينار غرامة مالية وسبع سنوات و100 ألف دينار غرامة المالية بالنسبة للثاني، عن جرم الإنتماء إلى جماعة ارهابية تنشط داخل وخارج الوطن وخلق جو انعدام الأمن ونشر التقتيل، إضافة إلى تهم المتاجرة بالأسلحة واختطاف الرعايا للحصول على فدية. القضية جرى التحقيق بشأنها بمحكمة سيدي امحمد حيث تبين أن المتهم الأول المكنى "أبو جبل" اعترف عبر كافة مراحل التحقيق أنه التحق بالجماعات الارهابية في سنة 1996، وكان نشاطه من جبل بوكحل بالجلفة إلى بسكرة وامتد إلى التشاد، النيجر وموريتانيا، كما اعترف بكونه شارك في الإعتداء على شركات جزائرية تشتغل بالجنوب على غرار سوناطراك، تعذيب ثلاث أفراد تبين أنهم من جهاز المخابرات، وضع عدد من القنابل واحدة منها لأفراد الحرس البلدي، وأخرى فككت من قبل عناصر الجيش الوطني الشعبي مع الاعتداء على حافلة لنفس الجهة توفي بسببها أربعة عسكريين. كما كشف عن مشاركته رفقة "عبد الرزاق البارا" في اختطاف 10 سياح ألمان وآخر هولندي وطلب فدية مقدرة ب40 مليون أورو، إضافة إلى إبرام صفقات أسلحة وجدت طريقها إلى الجزائر عن طريق الحدود الغربية لأدرار، قبل أن يتم اغتيال جمركيين وتسليم اثنين آخرين للمهربين منها صفقة اقتناء 30 ألف خرطوشة كلاشكنوف من موريطانيا، واقتناء أسلحة بقيمة 200 ألف أورو وإدخالها إلى الجزائر. كما تم تسليم فدية قدرها 300 ألف أورو للسلطات الليبية لإسترجاع صهر "عبد الرزاق البارا"، هذا وأجرى ذات المتهم لقاء صحفيا مع قناة "كنال+"، حيث تحدث عن أسباب تواجده في التشاد وأهداف الجهاد في الجزائر، معترفا بأسماء عدد من قادة الجماعات الإرهابية على غرار أفراد كتيبة الفرقان والتخطيط للتخلص من الإرهابي السابق "عنتر زوابري"، فضلا عن مداهمة مركز تنظيف الطرقات والحصول على صفائح للطاقة الشمسية،نصب حاجز أمني في الصحراء قتل فيه 30 مواطنا وذبح آخرين في منطقة القمرة، إلا أنه تراجع عن ذلك مؤكدا أنه أرغم على الانضمام إلى الجماعات الارهابية، وما أدلى به من حقائق كان يسمعها من أفرادها وأن مهمته اقتصرت على حفر الكازمات وحراستها خلال فترة النوم. المتهم الثاني من جنسية مالية ينتمي إلى أحد قبائل التوارق على الحدود المالية التشادية، حيث كان يرعى الماعز قبل أن يقتنع بفكرة الجهاد وقرر الإلتحاق بجماعة "عمار صايفي"، حيث اعترف بالمشاركة في اختطاف السياح والانتقال إلى التشاد رفقة عدد من الإرهابيين لاقتناء أسلحة مضادة للطيران. النائب العام بدوره أكد أن المتهمين وغيرهم استفادوا من تدني الوضع الأمني في بعض دول الجنوب للمتاجرة بالأسلحة وهددوا سمعة البلد من خلال اختطاف السياح، معتبرا ما أدلى به مسبقا "اعترافات قضائية لا يمكن التملص منها بالتراجع، طالبا عقاب المتهم الأول بالإعدام والثاني ب20 سنة سجنا.