أرجأت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة النظر في واحد من الملفات الأمنية الثقيلة التي مسّت بأمن واستقرار الجزائر على المستوى الدولي والداخلي ويتعلق الملف بصفقات اقتناء ترسانة من الأسلحة عقدها كل من الإرهابي المعروف عماري صايفي المكنى (عبد الرزاق البارا) وبلعور في الصحراء الجزائرية وهذا لدعم التنظيم الإرهابي تحت قيادة درودكال، وهي الصفقة التي تورط فيها متهمان، واحد من جنسية مالية والثاني جزائري حيث قررت هيئة المحكمة تأجيلها بطلب من الدفاع إلى ال 16 من شهر جانفي 2012 بسبب انسحاب دفاع أحد المتهمين الذي طالب بإحضار العقل المدبر للعملية عماري صايفي كشاهد في القضية· وحسب ما ورد في ملف القضية فالمتهمان(غ· ع) المكنى بمقاتل أبو جبل الذي ينحدر من منطقة بسكرة و(ي·م) مالي الجنسية قد شاركا في عدة عمليات إرهابية ضد عناصر الأمن والجمارك بالجزائر وكانا عنصرين هامين في صفقة اقتناء السلاح التي خططا لها البارا ومختار بلمختار (بلعور) بعد تسلمهما فدية السياح الذي قام باختطافهم من الصحراء الجزائرية سنة 2003 والمقدرة ب 05 ملايين أورو· كما جاء في الملف أن المتهم (غ·ع) تم تسليمه إلى الجزائر من طرف حكومة التشاد سنة 2010، بعد أن تبين تورطه في عمليات إرهابية عديدة تمت بالصحراء ضد مصالح غربية وقوات الأمن والجمارك، إلى جانب تورطه في ملف خطف السياح الألمان سنة 2003· وتبين أن المتهم دخل رفقة مجموعة من عناصر (البارا) إلى تشاد في أواخر 2003 أين اشتبك رفقة 47 إرهابيا مع عناصر الحركة التشادية قتل فيها 30 من أفراد المنطقة الصحراوية، كما أكد ملفه أنه وقع أسيرا لتنظيم الحركة التشادية من أجل الديمقراطية لعدة سنوات، وكان يفترض أن يتم تسليمه إلى ليبيا مع عدد من الذين كانوا محتجزين لدى الانفصاليين التشاديين مقابل مبلغ مالي تدفعه الحكومة الليبية· وينقل عن (أبو جبل)، أن صفقة تسليمه إلى ليبيا لم تتم بسبب خلاف حول المقابل المالي الذي اشترطته الجماعة الانفصالية، التي كانت تنشط في تبستي شمال مالي· المتهم الذي ينحدر من بسكرة وعمره 39 سنة كان ينشط بجبال الجلفة حينما التحق بالتنظيم المسلح سنة 1996 قبل أن يتم نقله إلى الصحراء، حيث أدى (مهام) تحت إشراف مختار بلمختار، من بينها ربط صلات مع عساكر من الجيش المالي لشراء أسلحة· وكان ذلك عام 2001، وكلفه بلمختار بنفس المهمة في موريتانيا، وقد تسلمت السلطات الجزائرية المتهم رفقة متهم آخر من مالي (ي·م) يبلغ من العمر 25 سنة يكنى بأبو يوسف، كان من بين أحد أهم عناصر البارا نظرا لحضوره عدة صفقات تمت بخصوص شراء الأسلحة·