طالبوا بالماء الشروب والطرقات وشبكة الصرف الصحي يعاني سكان منطقة فيض الشعير بلدية بوثلجة بالطارف، من نقص فادح في المشاريع التنموية المخصصة لمنطقتهم، وحسب تصريحات السكان فإن هذه القرية تشهد كل أنواع الحرمان وانعدام أدنى الضروريات، ما جعلهم يعيشون في ظروف صعبة جدا. لعل أهم مشكل طرحه سكان المنطقة وهو أزمة ماء الشرب، فحسبهم لا توجد أنابيب ل هذه امادة الحيوية إلى بيوتهم؛ ما جعلهم في رحلة البحث عن قطرة ماء، سواء للشرب أو الطهي والغسيل، فيما يعتمدون على الطرق البدائية، حيث يجلبون الماء من أحد الحنفيات المتواجدة بالمنطقة والتي تعود للحقبة الاستعمارية، معتمدين في ذلك على الأحمرة، أو اللجوء إلى رحلة البحث عن الماء من المناطق المجاورة محمَّلين بالبراميل، معاناة لازمت السكان سنوات رغم الشكاوى المتكررة إلى السلطات المحلية بإيصال الماء إلى منازلهم، إلا أنهم لا يجدون آذانا صاغية. كذلك مشكل الطرقات، فالطريق الذي يربط منطقتهم بمركز البلدية عبارة عن مسلك ترابي يصعب السير فيها خاصة عند تساقط الأمطار، حيث ينعزلون عن العالم الخارجي، ويجدون صعوبة كبيرة في التنقل إلى مركز البلدية لقضاء حاجياتهم اليومية. أما أطفال المدارس فكثيرا ما ينقطعون عن المدارس بسبب بعد المؤسسات التربوية عن مقر سكناهم والظروف الصعبة التي يزاولون فيها الدراسة، بالنظر إلى انعدام النقل، إذ أكد أحد قاطني المنطقة، أنهم يعانون من نقص حاد في النقل بسبب عزوف الناقلين عن الدخول إلى القرية، خوفا من تعرض مركباتهم للأعطاب فتزيدهم أعباء إضافية، ما أدخل السكان في دوامة البحث عن وسيلة للتنقل إلى الوجهة المطلوبة، أو السير مشيا على الأقدام مسافة تفوق عدة كيلومترات لقضاء حاجياتهم اليومية، سواء من مركز البلدية التي تبعد عن قريتهم بحوالي 5 كلم أو الذهاب إلى البلديات المجاورة التي تبعد عنهم كيلومترات . عمي محمد احد سكان المنطقة وهو كهل في 75 سنة وجدناه رفقة مجموعة من السكان في حدود الساعة 11:45 ينتظر وصول ماء الحنفية تحت أشعة الشمس الحارقة ليتنهد قائلا :"هذي مش منطقة ظل هذي منطقة الظلمة " . من جهة أخرى، تعاني المنطقة انعدام التغطية بأنابيب الصرف الصحي بالاضافة الى غياب التغطية بالغاز الطبيعي الذي يعد حلما يصعب تحقيقه في نظرهم . وفي انتظار تدخل السلطات المحلية والالتفات إلى المشاكل التي يتخبطون فيها منذ سنوات، يبقى سكان منطقة فيض الشعير يتكبدون المعاناة في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة.