تشهد مختلف أحياء ومشاتي بلدية "بئر حدادة" الواقعة جنوب ولاية سطيف، تذبذبا كبيرا في التزود بالمياه الصالحة للشرب، وهو ما يفسر حالة العطش التي يعاني منها المواطن سواء في عز أيام الحر أو في فصل البرودة، خاصة بالجهة الشمالية للمنطقة. هذا وتحصي البلدية حوالي 30 ألف نسمة يعيشون في مجملهم أزمة ماء حادة أرقتهم وحولت يومياتهم إلى جحيم حقيقي، تطبعها رحلة البحث عن كميات من الماء لإطفاء عطشهم في وقت تزداد فيه استعمال هذه المادة الحيوية، حيث لم يجد هؤلاء بديلا أمام جفاف الحنفيات إلا اقتناء مياه الصهاريج بمبالغ متفاوتة قد تصل أحيانا إلى 700 دينار للصهريج الواحد، يحدث هذا رغم المجهودات المبذولة من طرف مصالح البلدية للتقليل من الأزمة عن طريق تسخير 4 شاحنات تعمل طيلة النهار، على نقل الماء وفق برنامج مسطر بالتداول بين كل المشاتي المنتشرة عبر تراب الولاية. حيث أكد مصدر مسؤول أن نسبة التغطية بالمياه الصالحة للشرب بهذه البلدية لا تتعدى ال 50 بالمائة، ولعل القدر الأكبر من المعاناة تتحمله المشاتي الواقعة بالجهة الجنوبية، على غرار مشتة "أولاد حميدة"، "الضواوقة" و"أولاد ساتة"، كون أن المنطقة أصبحت محرومة حسب السكان بدليل أن تلك المناطق تستفيد من المياه الصالحة للشرب من الجهة الجنوبية على امتداد 8 كيلومترات كاملة وهو ما أثقل عاتق البلدية، والأمر الذي زاد من تعقيد الأزمة هو الاستعمال العشوائي للماء والسرقات التي تطال الأنابيب من جهة، واستعمال مياه الشرب لسقي الأراضي الفلاحية خلسة لدى بعض المواطنين من جهة أخرى. وفي مقابل ذلك ما تزال المشاريع المبرمجة للقضاء على الأزمة تنتظر في مجملها الاستفادة من الشطر الثاني للمشروع بعد إنهاء أشغال الشطر الأول على غرار نقب "الضواوقة" بقدر ضخ 8 لترات في الثانية، ونقب "أولاد ساتة" بقدر 14 لترا في الثانية، ونقب "الشواورة" بقدرة 16 لترا في الثانية، ونقب "أولاد أوصيف" بقدرة 14 لترا في الثانية، مع العلم أن مشتة "أولاد ساتة" ما يزال سكانها يحلمون حتى بالحنفيات في منازلهم، كما تحصي المنطقة مشروعا قطاعيا آخر بمنطقة "سيد اللافي" توقفت به الأشغال منذ مدة، ولم يبلغ مرحلة متقدمة رغم مرور حوالي سنة ونصف من انطلاقه، ويرجو السكان أن تتدخل الجهات المعنية لدفع مختلف تلك المشاريع من أجل القضاء على أزمة الماء ما دام الأمر ممكنا.