في ظل انتشار فيروس كورونا واقتراب العيد الأضحى تتواصل مشكلة ندرة السيولة المالية عبر مراكز بريد الجزائر بسيدي بلعباس لشهرين متتاليين سيما مع تزامنها هذه المرة مع صب منح التقاعد ما خلف حالة غضب وسخط شديدين بين المتقاعدين، حيث ناشدوا هؤلاء الجهات المعنية إيجاد حل يسمح لهم بسحب أموالهم العالقة رغم حاجتهم لها خاصة مع اقتراب العيد. ومايلاحظ هو افتراش شيوخ ونساء الأرض منذ ساعات الفجر الأولى في طوابير طويلة أمام المراكز البريدية على أمل الحصول على منحهم التقاعدية، لتتبخر أحلامهم مع طلوع شمس النهار وبمجرد فتح أبواب المراكز حتى يصابون بخيبة أمل عند اقترابهم من الشباك وسماع جملة "مكانش الدراهم" فمنهم من يعود أدراجه خائبا ومنهم من بفضل البقاء جالسا بساحة المركز ينتظر قدوم السيولة المالية، وضعية وقفنا عليها في عدد من مراكز البريد المنتشرة عبر أحياء المدينة، التي أضحت تعمها الفوضى والاكتظاظ بزبائنها غير الآبهين بالإصابة بفيروس كورونا على قدر اهتمامهم بكيفية الحصول على اموالهم لاقتناء أضحية العيد، ففي ذات السياق قال شيخ يناهز عمره السبعين بأنه يجلس أمام باب مركز بن حمودة منذ الثالثة صباحا، حتى يتمكن من حجز مكان ضمن الطابور ويكون من الأوائل عند الشباك حتى يتقاضى منحته، ولكن بدون أن توفر لهم المراكز أموالهم، وتساءل إسماعيل عن سبب هده الندرة الحادة في الأموال داعيا في الوقت ذاته مختلف المصالح الوصية إلى منحهم أموالهم الحبيسة بحساباتهم البردية خاصة وأنهم ملتزمون بالرزنامة الجديدة لصب منحة التقاعد، ومن جهته أوضح المسؤول عن مراكز البريد بسيدي بلعباس أن مشكلة انعدام السيولة المالية على مستوى المراكز البريدية لا تقتصر على ولاية سيدي بلعباس بل تمس العديد من الولايات نتيجة الندرة الحادة للأموال على مستوى البنك المركزي ما قلص من الحصة التي تستفيد منها الولاية، مضيفا بأن مصالحه تنسق تباعا مع الجهات المعنية في سبيل إيجاد حل لهذه المشكلة قبل عيد الأضحى المبارك.