قرر الاتحاد التونسي لكرة القدم، تأجيل جميع مباريات البطولة التونسية التي كانت مبرمجة في اليومين الأخيرين إلى يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين، بسبب الوضع الأمني المتوتر السائد حاليا في تونس بعد حادثة إغتيال المناضل شكري بلعيد. وتحوم شكوك كبيرة في الأوساط الكروية التونسية حول إمكانية إقامة المباريات بعد يومين رغم قرار لعبها بدون جمهور، وهو الوضع الذي يجعلنا نشكك مرة أخرى في صحة القرار المتخذ من بعض اللاعبين الجزائريين الذين فضلوا الإلتحاق بأندية تونسية خلال الأشهر الماضية، رغم درايتهم الكاملة بالأوضاع التي تعيشها الجارة بعد ثورة 14 جانفي. جماهير محدودة ومباريات أمام مدرجات شبه فارغة ويبدو قرار اللاعبين الجزائريين بالإنضمام إلى الأندية التونسية غير مفهوم بالنظر إلى الظروف الإستثنائية التي تجرى فيها مباريات البطولة التونسية في الموسمين الأخيرين، فبعد أن لعبت مباريات الموسم الماضي دون جمهور، قرر الإتحاد التونسي لكرة القدم السماح للأنصار بدخول الملاعب هذا الموسم بشرط أن يقتصر ذلك على المشتركين السنويين للأندية فقط، لتلعب بذلك جميع المواجهات أمام جماهير محدودة لا تتعدى في أحسن الأحوال 5 آلاف مناصر، وهو القرار الذي أفقد البطولة التونسية الكثير من مستواها ونديتها التي عرفت عنها في السنوات الماضية. ملاعب أغلبها «خردة» وأرضياتها سيئة جدا وزيادة على مشكل الجمهور والبرمجة المتعلقين أساسا بالوضعية الأمنية لتونس، تعاني الكرة التونسية من إفتقادها لملاعب صالحة لإجراء مباريات في المستوى، فإذا ما إستثنينا ملعبي رادس وسوسة اللذين يمتلكان أرضية جيدة، فإن باقي أرضيات ملاعب الأندية التونسية توجد في وضعية كارثية، وهو ما لا يساعد لاعبين فنيين مثل جابو وبلايلي على اللعب بإرتياح وإظهار كامل إمكاناتهما الفنية فوق أرضية الميدان، وهي الوضعية ذاتها التي سيتواجد فيها عنتر يحيى، إذ من المنتظر أن يجد قائد المنتخب الوطني السابق صعوبة بالغة في التأقلم مع أرضيات ملاعب أولمبي الكاف، ومستقبل المرسى بعد سنين طويلة من اللعب في الأرضيات الأوروبية الراقية. جابو وبلايلي إرتكبا «غلطة العمر» بتفضيلهم المال وكانت ستبدو الوجهة التونسية مفهومة بالنسبة للاعبين الجزائريين لو لم تأتهم عروض من أندية تنشط في بطولات أفضل، فلاعبين من أمثال جابو وبلايلي كانا قد تحصلا على عروض رسمية من أندية فرنسية من الدرجتين الأولى والثانية اللتين يتفوقان من ناحية المستوى على البطولة التونسية، لكن لاعبي وفاق سطيف ومولودية وهران السابقين فضلا الجانب المادي على الرياضي، وإختارا المغامرة والإنضمام إلى أندية تنشط في بطولة مستواها العام لا يتعدى ذلك الخاص بالبطولة الوطنية، لا لشيء سوى لأنهما سيتحصلان على راتب شهري أكبر من الذي كان سيحصلان عليه لو إحترفا في فرنسا. خيارا لموشية وعنتر مفهومان بعض الشيء وعلى عكس جابو وبلايلي فإن خيار لموشية وعنتر يحيى، بالإنتقال إلى أندية تونسية يبدو مفهوما عموما بالنظر إلى وضعيتهما، فكلاهما تجاوز سن الثلاثين ويبحثان عن الحصول على أكبر عائد مالي ممكن قبل إعتزالهما كرة القدم، فلموشية الذي كان يتلقى أكبر راتب في البطولة الجزائرية مع إتحاد الجزائر، لم يجد أي ناد في البطولة الوطنية قادر على تلبية مطالبه المالية فإضطر للإمضاء في النادي الإفريقي من أجل المحافظة على راتبه العالي، فيما كان قائد «الخضر» السابق مجبرا على الموافقة على عرض الترجي التونسي، بسبب قلة العروض التي وصلته وإبتعاده عن المنافسة مع كايزرسلاوترن خلال الشطر الأول من الموسم.