البلديات تعاني عجزا ماليا والنقابات تطالب باستقلالية الابتدائيات تواجه الكثير من البلديات عبر الوطن، صعوبات مالية كبيرة للتكفل بالمدارس الابتدائية، ما جعل النقابة الوطنية لمديري المدارس الابتدائية تطالب بإلحاق تسيير المدرسة الابتدائية بوزارة التربية الوطنية وفصلها عن البلدية في أقرب وقت ممكن وتزويدها بميزانية تسيير مستقلة. حددت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، الأطر الخاصة بإعداد الميزانيات الأولية للبلديات والولايات بعنوان السنة المالية 2021، وأكدت أن الوضعية الصحية الاستثنائية التي تعرفها البلاد هذه السنة بسبب جائحة كورونا، أثرت بشكل كبير على الميزانية المحلية، من خلال التراجع الملحوظ في الإيرادات الذاتية للجماعات مقابل ارتفاع حجم النفقات نظير الجهود المبذولة لمكافحة جائحة كورونا من خلال الميزانيات المحلية. ونبهت الوزارة في مذكرة بعثت بها للولاة، أن الوضعية الاستثنائية تفرض إتباع أسلوب احترازي أثناء إعداد تقديرات الميزانية بعنوان السنة المالية 2021، وأكدت أن إعداد الميزانيات يفرض الأخذ بعين الاعتبار تراجع النشاط الاقتصادي بشكل عام والذي ترتب عنه انخفاض في الإيرادات الجبائية وعائدات الممتلكات التي تمول الميزانيات المحلية. وفيما يخص الإعانات الموجهة للتكفل بصيانة وحراسة المدارس الابتدائية التي يتم تسييرها من طرف البلديات، فتم الترخيص للبلديات بتسجيل ضمن قسم التسيير وبصفة بيانية نسبة مئوية من مبلغ الإعانة خلال السنة المالية 2020. أما عن المخصصات الموجهة للتكفل بالتغذية المدرسية، وقالت إنه لضمان استمراريتها، فإنه يرخص للبلديات تسجيل وبصفة نهائية 70 بالمئة من مبلغ الإعانة الممنوحة خلال السنة المالية 2019، أما عن الإعتمادات المخصصة للحرس البلدي، يرخص للبلديات بإعادة تسجيل وبصفة نهائية المبالغ التي تم منحها وتبليغها خلال السنة المالية 2019. وطالبت المذكرة، بتقسيم نفقات التسيير، إلى ثلاثة مستويات، الأولى إجبارية غير قابلة للتقليص وتشمل أجور المستخدمين وتغطية الأعباء الاجتماعية، ونفقات ضرورية، وأخرى تكميلية، والتي طالبت بضرورة تقليصها إلى أدنى حد ممكن. "أنباف": استحالة توفير 10 ملايين كمامة يوميا للتلاميذ ومن جهتها طالبت نقابات التربية الوطنية المستقلة، بضرورة استقلالية المدارس الابتدائية عن الجماعات المحلية، واقترحت بأن تكون تابعة لوزارة التربية الوطنية، على غرار المتوسطات والثانويات، جراء عجز البلديات عن تسييرها، كما اقترحت بأن يكون لكل مؤسسسة تربوية برنامجا خاصا بها، حتى تستطيع التكيف مع الوضع الحالي، في ظل فيروس كورونا. وفي السياق دعا صادق دزيري رئيس نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، في تصريح خص به "السلام"، باستقلالية المدارس الابتدائية عن البلديات، وجعلها تابعة للمأمن، في إشارة منه إلى المتوسطة حيث تكون مجموعة من ابتدائيات الحي تابعة له في التوجه المدرسي. وأكد أنه مع بداية الدخول المدرسي في وقت تمر فيه الجزائر، على غرار دول العام بظرف صحي استثنائي بسبب فيروس كورونا، أن الإمكانيات المادية ضعيفة في المدارس الابتدائية وحتى في المتوسطات والثانويات للوقاية من كوفيد- 19، بسبب تخفيض الميزانية، ما أدى إلى عجز البلديات في توفير هذه المواد. واضاف في السياق ذاته، الى أن وسائل التعقيم تحتاج الى ميزانية خاصة في ظل الوضع الوبائي الذي تمر به البلاد، مشيرا الى أن الحكومة هي التي من المفروض أن تقوم بهذا الدور، الى جانب دعم المجتمع المدني. كما اضاف أن هذه السنة الدراسية الاستثنائية، فيها حوالي 241 يوم دراسة تقريبا، بالإضافة إلى 10 ملايين تلميذ، موضحا أنه يستحيل توفير 10 ملايين كمامة يوميا لهؤلاء التلاميذ، لأن الأمر حسبه يتطلب ميزانية ثقيلة. وأكد أن البروتوكول الصحي لهذا العام الدراسي، سيجد صعوبات، خاصة فيما يتعلق بتطبيق الكمامات وحتى التأطير بالنسبة للثانويات، وأرجع سبب ذلك إلى العدد الكبير للتلاميذ ونقص المؤطرين، سيما مع نظام التفويج، وناشد وزارة التربية الوطنية للتدخل من أجل ايجاد حل لهذه المشكلة، وانجاح العام الدراسي. نبيل فرغنيس: نطالب باللامركزية في التسيير سيما في ظل انتشار "كوفيد 19" من جهته، اعتبر الناشط التربوي والنقابي نبيل فرغنيس، في تصريح خص به "السلام" فصل المدرسة الابتدائية عن البلدية، هو مطلب كل النقابات، وطالب باللامركزية في التسيير، بسبب افلاس البلديات وعدم قدرتها على تسيير هذه المؤسسات، سيما في ظل انتشار كوفيد- 19. وأوضح فرغنيس أن البروتوكول الصحي صعب، خاصة مع تقشف البلديات، مضيفا في السياق ذاته، اقترح بأن يكون لكل مؤسسة تربوية برنامج خاص بها، حتى تستطيع التكيف مع وضعها، في ظل تفشي كوفيد- 19 .