يعتبر مدخل بلدية إيلولة أومالو في دائرة بوزڤان الواقعة على بعد حوالي 70 كلم شرق عاصمة الولاية تيزي وزو مرآة عاكسة للتخلف رغم ما تزخر به هذه المنطقة من مؤهلات وكنوز طبيعية هائلة غير مستغلة ، ففي الوقت الذي تعاني منه ثلث بلديات الولاية من مشكل إنعدام الوعاء العقاري لإستقبال مختلف المشاريع التنموية فإن العكس هو الصحيح في بلدية إيلولة أومالو التي تتوفر على مساحات شاسعة من العقار الذي من شأنه ان يساهم في رفع الغبن عن السكان وتحويل المنطقة إلى ورشة مفتوحة للأشغال ،حيث تحوّلت هذه النعمة إلى نقمة على المواطنين الذين يعانون من تفاقم المشاكل إلى حدود إستحالة المكوث بالمنطقة ولو للحظات معينة بسبب إنعدام ما يساعد على البقاء . تفتقر القرى 17 المنتشرة عبر إقليم بلدية إيلولا أومالو بتعداد سكاني يفوق 14 ألف نسمة إلى الكثير من المرافق والمنشآت القاعدية التي بإمكانها أن تساهم في إنتشال السكان من قوقعة الفقر والحرمان الذي يعانيان منه منذ سنوات حيث أن التنمية المحلية بهذه البلدية شبه متوقفة وهوما يعكسه مشهد انعدام التهيئة الحضرية الغائبة عن أغلب أحياء مقر البلدية خاصة شبكة الطرقات التي تتواجد في حالة كارثية جدا، على غرار الطريق البلدي الذي لم يشهد أية عملية تهيئة منذ سنة 2003 . المؤسسات التربوية لا حدث واستنادا إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي «يزيد بلكالام» فإن كل القطاعات دون استثناء تتواجد في وضع كارثي خاصة ما تعلق منها بالتربية والتعليم من خلال الغلق المستمر للمدارس بسبب قلة التلاميذ المتمدرسين وأخرى لإعادة تهيئتها بعدما انهارت اجزاء منها نتيجة الثلوج الكثيفة التي تساقطت على المنطقة خلال الشتوية المنصرمة وتسببت في تضرر عدة منشآت تربوية ، كما تم تحويل إحدى الحجرات في المدرسة الواقعة على مستوى قرية «مزقن» بعد تجهيزها إلى مطعم مدرسي نظرا لانهيار هذا المرفق بها وقد ناشد ذات المسؤول المعنيين من أجل إعادة بناء ما تهدم إلا أنه لا حياة لمن تنادي، ويضيف محدثنا أن بلدية إيلولة تتوفر على 11 إبتدائية باستثناء التي تم غلقهما للأسباب المذكورة أنفا، هذا بالإضافة إلى إكماليتين الأولى تقع على مستوى مقر البلدية والأخرى في قرية «أقوسيم» كما تتوفرعلى ثانوية واحدة تحمل إسم الشهيد « أعمر خوجة مهنة « والتي تم إنشاؤها بداية التسعينيات وأوضح ذات المسؤول أن حوالي 1200 تلميذ في مختلف الأطوار التعليمية يحظون بالنقل المدرسي رغم قلة الحافلات المتوفرة التي لا تتجاوز أربعة من الحجم الصغير وقد تم إبرام إتفاقية مع عدد من الخواص لنقل التلاميذ إلا أن الخدمات تبقى محدودة بسبب العدد الضئيل من الحافلات وتعرّض البعض منها إلى أعطاب ، وفي سياق آخر تعاني عدة مدارس بالبلدية من النقص الفادح في التدفئة رغم البرد القارس الذي يميز المنطقة في الشتاء خاصة وأن العواصف الثلجية لا تفارقها منذ بداية فصل الشتاء وهو ما يعرض العديد من التلاميذ إلى التبول اللاإرادي بسبب عدم تحملهم لتلك البرودة كما انهم لا يستطيعون التركيز في دروسهم. خدمات صحية محدودة ذكر رئيس بلدية «إيلولة أومالو» أن المنطقة تفتقر إلى مستشفى كما أن العيادة متعددة الخدمات الوحيدة التي إستفادت منها لم تنتهي بها الأشغال رغم إنطلاقها سنة 2006 ، وأشار ذات المتحدث إلى أن بعض القرى تتوفر على مستوصفات لا تسعف المرضى بشكل جدّي وتعتبر النساء الحوامل من بين الفئات الأكثر تضررا ،و لا يختلف الوضع في أغلب حالات المرض المتقدم التي لا يمكن فحصها سوى من طرف طبيب اخصائي. الغاز الطبيعي مطلب ملح للسكان وفي سياق آخر أكّد ذات المسؤول أن نسبة التغطية بالغاز الطبيعي لا تتعدى 25 في المائة مشيرا إلى أن هناك أمل كبير في تزويد هذه المنطقة بهذا المورد الحيوي الهام في القريب العاجل ،وفي إنتظار تجسيد هذا المسعى تبقى بلدية إيلولا أومالو خارج الإطار التنموي وتعاني من مشاكل شتى أثرت سلبا على الحياة الإجتماعية للمواطنين. غياب الإنارة يزيد من مخاوف السكان لا تزال بعض قرى إيلولة أومالو تواجه الظلام الدامس كلما حل الليل بسبب إنعدام الإنارة العمومية عنها ما ضاعف من عزلتهم عن العالم الخارجي ،حيث تسارع العائلات إلى تأمين الشموع لإنارة منازلها ليلا كما تتخذ أخرى من المصابيح التقليدية حلا بديلا الذي تغرق فيه، في حين يشكل مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب هاجسا حقيقيا لسكان القرى خاصة بعد تعرّض المضحة الواقعة في بلدية إيليلتن في دائرة إيفرحونان والينابيع الجبلية إلى التلف نتيجة الإنزلاقات المتكررة.