لقي 28 شخصا مصرعهم اختناقا بغاز أحادي الكربون وتم إنقاذ 557 آخرين من الموت اثر استنشاقهم لذات الغاز السام عبر مختلف ولايات الوطن منذ بداية جانفي الجاري، حسبما علم أول أمس من رئيس مكتب الإعلام والتوجيه بالمديرية العامة للحماية المدنية، نسيم برناوي. وفي تصريح على هامش انطلاق حملة تحسيسية للوقاية من مخاطر الحوادث الناجمة عن الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون بالجزائر العاصمة، أكد النقيب برناوي أنه "خلال الفترة الممتدة من 1 يناير إلى غاية 19 يناير 2021، تم تسجيل وفاة 28 شخصا اختناقا بغاز أحادي الكربون وإنقاذ 557 آخرين من الموت اثر استنشاقهم لذات الغاز السام عبر مختلف ولايات الوطن". وأشار ذات المسؤول أن "أثقل حصيلة سجلت بولاية تيارت بوفاة ستة أشخاص، تليها الجزائر العاصمة بتسجيل ثلاث وفيات، في حين تم تسجيل حالتي (2) وفاة بكل من ولايات بجاية والجلفة ومعسكر وميلة والمدية". وذكر نفس المتحدث أن "خلال سنة 2020 تم تسجيل وفاة 126 شخصا اختناقا بغاز أحادي الكربون وإسعاف ما لا يقل عن 2247 آخرين اثر قيام عناصر الحماية المدنية ب2200 تدخل". وأرجع النقيب برناوي أسباب ارتفاع عدد الضحايا إلى "موجة البرد الكبيرة التي اجتاحت الوطن في الفترة الأخيرة مما يضطر المواطنين إلى استعمال وسائل التدفئة دون احترام أحيانا التدابير الوقائية وغياب التهوية، مما يؤدي الى تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون كونه غاز قاتل بصمت بلا رائحة، الى جانب استعمال وسائل التدفئة التقليدية وآلات الطبخ وعدم مراقبة وصيانة أجهزة التدفئة القديمة في بعض الأحيان". كما ذكر ذات المسؤول ب"سلسلة العمليات التحسيسية التي برمجتها المديرية العامة للحماية المدنية بالتنسيق مع مختلف الشركاء، على غرار مديرية سونلغاز وجمعية المرصصين ومديرية التجارة والجمعية الوطنية لحماية وارشاد المستهلك من أجل توعية المواطنين بخطورة الاستعمال السيئ لهذه الأجهزة، وحثهم على مراقبتها يوميا وصيانتها". وأشار في هذا الإطار إلى أنه "تم منذ 14 نوفمبر الماضي إطلاق حملة تحسيسية وطنية ستدوم إلى غاية 31 مارس المقبل، يتم خلالها تقديم إرشادات ونصائح وقائية تتعلق بكيفية التعامل مع وسائل التسخين والاحتياطات اللازمة لتجنب الاختناقات". كما خصص – يضيف ذات المتحدث- أئمة المساجد خطبة يوم الجمعة للتحسيس بخطورة هذه الظاهرة من خلال حث المصلين على "ضرورة التقيد بالتدابير الوقائية لتفادي الاختناق وكذا تقديم دروس تحسيسية على مستوى العديد من المؤسسات التربوية حول مخاطر غاز أحادي الكربون بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية". وأشار السيد برناوي إلى مشاركة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في العملية التحسيسية إلى جانب مشاركة المؤسسات التربوية في هذا المسعى من أجل إنقاذ حياة المواطنين من مخاطر غاز أكسيد الكربون. وشدد النقيب برناوي على "ضرورة تعزيز الرقابة على أجهزة التسخين والتدفئة والتأكد من مدى مطابقتها لمعايير السلامة والأمان والتقيد بالاحتياطات الوقائية على غرار التهوية ومراقبة الأجهزة بصفة دائمة".