لا أحد ينكر التطور الحاصل في مجال قطاع التربية بولاية مستغانم خاصة فيما يتعلق بالمنشآت والهياكل التربوية التي تم إنجازها مؤخرا وبمناطق متفرقة، وبشكل كبير على مستوى المناطق النائية التي حظيت بمؤسسات تربوية جديدة ساهمت في تخفيف الضغط عن الهياكل القديمة، وكذا حسنت من ظروف التمدرس لدى الكثير من التلاميذ الذين كانوا يجدون صعوبات جمة في الالتحاق بحجرات التدريس، في ظل غياب وسائل النقل المدرسي وكذا بعد المؤسسات التربوية عن القرى والمداشر وكذا الأحياء السكنية البعيدة. فلا يمر موسم دراسي دون أن يتم فتح مدارس ابتدائية جديدة أو متوسطات وكذا ثانويات، بالاضافة إلى الهياكل التربوبة الأخرى التي سيتم استلامها مستقبلا، أو تلك المبرمج إنجازها بالعديد من البلديات، بل وصل الحد إلى إنجاز عدة هياكل جديدة في بلدية واحدة، كما هو الحال ببلدية عشعاشة الواقعة شرق ولاية مستغانم على بعد 8 كم، وبحكم النمو الديموغرافي بها استفادت العام الماضي من ثانية فتحت أبوابها أمام التلاميذ خلال الموسم الدراسي الحالي، تضاف إلى الثانويتين الموجودتين الأولى بمركز البلدية والأخرى بمنطقة الشرايفية. *ونفس الشيء ببلدية خضرة التي استفادت هي الأخرى العام الماضي من ثانوية ثانية تجرى بها الأشغال وبالقرب منها متوسطة جديدة ثالثة، أما بلدية النكمارية فهي المنطقة الوحيدة التي لم يستفد سكانها من ثانوية رغم نداءات أولياء التلاميذ المتواصلة، وإن كانت هذه الأخيرة قد حظيت بمتوسطة ثانية ستسمح مستقبلا بإنجاز ثانوية بالمنطقة لكن غياب الوعاء العقاري بالبلدية يبقى المشكل العويص الذي يعرقل واقع التنمية بهذه البلدية النائية الواقعة في منطقة جبلية وعرة. وفرة الهياكل التربوية تشهده كامل بلديات الولاية ال 32 من خلال الأرصدة المالية الضخمة التي يستفيد منها القطاع في كل سنة، لكن ما يؤرق اللاميذ وأولياؤهم هي المواقع والأماكن التي يتم فيها إنجاز تلك المؤسسات الجديدة، دون مراعاة سلامة التلاميذ الذين يبقون معرضين إلى خطر حوادث المرور طيلة مواسم الدراسة، الأمر الذي زاد في قلق العائلات سيما مع كثرة حوادث المرور التي يذهب ضحيتها عشرات الأبرياء في كل عام أغلبهم تلاميذ المدارس، كون جل المؤسسات التربوية أصبحت تنجز على حافة الطريق، كما هو الحال ببلديات الجهة الشرقية من الولاية أين تم إنجاز معظم الهياكل التربوية بالقرب من الطريق الوطني رقم 11 الرابط مستغانم بولاية الشف على مسافة تزيد عن 100 كلم، والذي يشهد حركية كثيفة لمختلف المركبات على مدار السنة، وتحول في السنوات الأخيرة إلى معبر للموت بسبب الحوادث المميتة اليومية التي تقع به، كان آخرها أول أسم أين اصطدمت سيارة من نوع رونو كليو بأخرى من رونو 19 بمنطقة الشعايبية ببلدية بن عبد المالك رمضان، أسفرت عن جرح 3 أشخاص أحدهم في حالة حرجة. سوء اخيار مواقع إنجاز تلك الهياكل التربوية تحول إلى كابوس يؤرق الأولياء وجعل مختلف الجمعيات النشطة تدق ناقوس الخطر، لضرورة اعتماد استراتجية واضحة في إنجاز مثل تلك المرافق وحماية أجيال الغد من كل المخاطر، فيما أجمع العديد من الأولياء الذين تحدثوا لجريتنا على أن تنجز مؤسسة تربوية جديدة على حافة الطريق رغم وفرة العقار، كما هو الحال ببلدية خضرة أين تم إنجاز متوسطة وثانوية في وقت سابق على حافة الطريق الوطني رقم 11، وكان أن ىتسبب ذلك في مقتل تلميذ من المتوسطة، ناهيك عن الحوادث الكثرة التي جرت أمام هاتين المؤسستين. لكن هذا لم يمنع المسؤولين المحليين من برمجة ثانوية ومتوسطة جديدتين انطلقت بهما الأشغال نهاية السنة الماضية بالقرب من هذا الطريق الحيوي، رغم وجود قطاع أرضية شاعة بالقرب منهما، وهو ما يطرح كثير من التساؤل ويستدعي ضرورة التخطيط قبل برمجة مثل تلك المشاريع، ونفس الشيء ينطبق على بلدية أولاد بوغالم أين تتواصل الأشغال لإنجاز مدرسة ابتدائية بمنطقة عرباين بالقرب من المتوسطة الثانية على حافة هذا الطريق دائما بمسافة لا تزيد عن 10 أمتار، والأخطر من ذلك فإن حتى أبواب تلك المؤسسات التعليمية أنجزت مقابلة للطريق أين يندفع الأطفال في كل عملية خروج بسرعة للظفر بمقعد في حافة النقل المدرسي أو الغودة إلى البيت من أجل الغذاء في ظل انعدام الإطعام المدرسي. كما أن بعد بعض المؤسسات التعليمية عن التجمعات السكنية يجعل الكثير من التلاميذ يقطعون عدة كيلومترات مشيا على الأقدام على حافة الطريق للالتحاق بأقسام الدراسة، مما يزيد الأمر أكثر خطورة، حيث لم تفلح مساعي الجهات المعنية في التقليل من حوادث المرور من خلال وضع ممهلات أمام تلك المؤسسات التعليمية وبشكل عشوائي، للحد من خطورة الطريق في ظل السرعة الجنوينة لأصحاب المركيات الذين أصبحوا يعبثون بحياة هؤلاء الأبرياء، بل الأمر أصبح يستدعي توفير أعوان أمام تلك المؤسسات التربوية لحماية التلاميذ من إرهاب الطرقات والتقليل من قائمة الضحايا خلال كل موسم دراسي.