كانت رسوم الوشم عادة قديمة بوقت سابق لدى أجدادنا، أصبحت الأشكال الغريبة التي ترسم بأجساد الشباب تشد إليها الجيل الجديد بصورة وحلة جديدة تواكب الموضة، كما باتت مهنة مربحة يوفر من خلالها الشباب لقمة عيشهم، حيث فرضت وجودها بشكل ملفت بالسنوات الأخيرة. وقد أصبحت من مستلزمات الموضة أمام إنتشار زخارف مختلفة الأشكال تتوافق مع طلبات هذا الجيل، كما وجد منها شباب اليوم رموزا لتتماشي مع الموضة العصرية لكن مازاد الطين بلة أن البعض منهم باتوا يرسمون أوشاما تنتشر بكامل أنحاء أجسادهم بشكل مخيف تقشعر له الأبدان. كما يرى البعض الأخر أنها وسيلة يتقاسمون بها مشاكلهم الإجتماعية وهمومهم وكذا كرمز للتعبير عن مشاعر الحب للطرف الأخر وبالرغم من منافاة رسوم الوشم لتعاليم ديننا الحنيف إضافة للمخاطر الصحية الناجمة عنها إلا أن إهتمام المراهقين وبنات حواء برسم الوشم بأجسادهم بات من المتطلبات التي من شأنها أن تظهرهم بشكل يتماشى مع الموضة، مستخدمين أدوات غير المعقمة للوشم الدائم والتي تساهم بشكل مباشر في إنتقال الأمراض المعدية، فغالبا ما يقع الشباب بفخ أمراض لا يحمد عقباها تنتج عن عدم وعي الشباب بمخاطره وكذا تفضيلهم إتباع الموضة على صحتهم. أوشام غريبة تغزو أجساد الشباب كان رسم الوشم مقتصرا على المسبوقين قضائيا أو المنحرفين بوقت سابق، لكن زخارفه غزت أجساد شبابنا وبات ضربا من ضروب الموضة فسواء كنت في الشارع أو الأعراس ستصدم بالأشكال الغريبة التي تنخر الأجساد، فلم يعد مقتصرا على رجل أو إمرأة بل بات الإدمان عليه ملحوظا بالسنوات الأخيرة فخلال جولة قادتنا للأحياء الشعبية بالعاصمة، إلتقينا ببعض الشباب الذين إتخذوا من رسم الأوشام مهنة لمواجهة بطالتهم، حيث أخبرنا أحدهم أن الزبون هو من يحدد الوشم المناسب سواء على شكل ثعبان أو تنين، وعن الأدوات المستخدمة لرسم الوشم الدائم، فيقول أن رسم الأشكال يتطلب خبرة واسعة تتطلب الدقة لرسم الأشكال التي يكثر الطلب عليها من قبل الشباب كأسماء الفتيات أو الرسوم المعبرة عن الرجولة خاصة المشابهة لنجوم الكاتش -حسب قوله- والتي زاد الطلب عليها من قبل الشباب، لكن ما لاحظناه أن الأداة المستخدمة لرسم الوشم من قبل هؤلاء الشباب تستعمل من شخص لأخر دون تغييرها وهو ما يساهم في إنتشار الأمراض عبر دم الزبائن. غيرنا وجهتنا إلى بعض الشواطئ التي تعرف إقبالا كبيرا من قبل الشباب الذين يقصدون هذا المكان بغرض رسم أوشام دائمة، حيث تفاجأنا أن الأمر لا يقتصر على الجنس الخشن بل بات الوشم يجذب إليه بنات حواء، وقد أكد لنا رسام الوشم أن أغلب زبائنه من النساء يحرصن على وضع أوشام دائمة على شكل فراشات أو قلوب بينما يفضل الرجال والمراهقون رسوم التنين أو رأس النمر بذراعهم أو وجوههم، كما يضيف أنه يحمل بجسده وشم رسمه له أحد أصدقائه بالسجن والذي تعلم منه كيفية رسم الوشم الذي إتخذها مهنة يوفر من خلالهالقمة عيشه. وغير بعيد عن هذا الشاطئ لم تجد إحدى الشابات حرجا في منح ظهرها لأحد رسامي الأوشام بهدف رسم أفعى على كتفها، حيث أخبرتنا أنها ملت من رسوم الحرقوس المؤقتة، ففضلت وضع وشم الأفعى الدائم الذي يعبر -حسبها- عن قوة شخصية الفتاة كما تجد أنه يجعل جسمها جذابا في فصل الصيف. رسوم الوشم بين مؤيد ومعارض أمام الإنتشار الواسع لرسامي الأوشام بات الشباب والمراهقون من الجنسين يتماشون وراء موضة الأوشام، حيث أصبحت أجسادهم لوحة فنية تحمل رسوما غريبة وأحيانا غامضة منافية لتقاليدهم الإسلامية، كما أصبحت حياة العديد منهم مهددة بخطر الأمراض المعدية إلا أن العديد من شباب اليوم باتوا يفضلون تقليد مشاهير السينما وكرة القدم كتعبير عن إعجابهم الشديد بهم، بينما يتمسك أخرون بالوشم لجذب الجنس اللطيف لعضلاتهم والإفتخار بها أو كوسيلة سريعة تربط بين العشاق، هذا ما دفعنا لرصد وجهة نظر المجتمع الجزائري حول تلك الظاهرة، حيث إلتقينا بأحد طلاب الجامعة الذي لاحظنا على ذراعه وشما مشابها لأحد لاعبي الفريق الوطني، حيث أخبرنا أنه قرر رسم هذا الوشم خلال تشجيعه للمنتخب الوطني وكذا للتعبير عن إعجابه باللاعب غزال. كما قاسمه الرأي جل من تحدثنا إليهم من الشباب الذين أكدوا أنهم لا يجدون أي مانع في رسم الأوشام التي تعبر عن رجولتهم، كما يشعرون أن تلك الرسوم تعبر من مشاكلهم الإجتماعية حيث تباينت زخارف الأوشام بأجساد الشباب بين رسوم تعبر عن رغبة البعض في الهجرة إلى أوروبا إلى أوشام مشابهة لنجوم السينما يجد البعض الأخر أنها تواكبهم مع الموضة، في حين حرص أخرون على وضع رموز تعبر عن مشاعر الحب للصديقة. وإن كان البعض يؤيد فكرة وضع الأوشام فإن شباب آخرين يجدون في رسمها تقليدا للثقافة الغربية وبعدا عن تعاليمنا الإسلامية، حيث يرى احد الشباب الملتزمين أن تلك الأوشام لا تعبر عن الرجولة بل على تأثر المسلمين بالغرب وكذا ضعف شخصيتهم.