الكثير من المنحرفين لا يتوانون عن استهداف المراهقين، ليس فقط بإقحامهم في عوالم الانحراف، ولكن حتى المتاجرة معهم، او بهم، حيث انهم يحثونهم على ممارسات قد لا تتوافق مع اخلاقهم، بل قد لا تتوافق مع الاخلاق العامة، وهي الأوشام، والتي تحولت الى مصدر رزق، وتجارة رابحة بالنسبة للبعض، خاصة ان كان الضحايا مراهقين. مصطفى مهدي الثانويات، بل وحتى بعض المتوسطات صارت هدفا للمتاجرة بالأوشام، والذين صاروا يشكلون عصابات، بل هم عصابات في الاصل، ومن بين اعمالهم هذا الوشم، الذي يصنعونه على اجساد المراهقين مقابل مبالغ مالية باهظة، بل اكثر من ذلك عادة ما يحتوي على رسومات فاضحة، تشبها بمشاهير الغربيين، من مغنيي موسيقى الراب والروك، والذين عادة ما يبدون على الشاشات بتلك الأوشام التي يرسمونها على اجسادهم، بل وحتى لاعبوا كرة القدم، والممثلون، وغيرهم من الشخصيات المعروفة عالميا، والتي ورغم انها لا تشبهنا ولا ثقافتنا في شيء، الا انها صارت قدوة لشبابنا ومراهقينا، ولو اقتصر الامر على اللباس والكلام او ربما حتى المشي لهان الامر، ولكن الامر تحول الى افظع من ذلك، وهي محاول وضع تلك الأوشام التي يضعونها، حتى لو لم يعلموا معانيها. هبة، ام لفتاتين اولى في المرحلة المتوسطة، واخرى في الثانوي، اكتشفت مرة وشاما على جسد ابنتها الكبرى، وكان ذلك عن طريق الصدفة، وقد" حسبت في البداية ان الامر يتعلق برسم فقط، ولكنها عندما سالت ابنتها التي تدرس في ثانوية المقراني 2، قالت لها هذه الاخيرة انها أوشام، وان شبابنا اعتادوا ان يجلسوا في الغابة المحاذية للغابة، ويصنعوا مثلها لزملائها، ففعلت هي، وانها دفعت الفي دينار، فبكت هبة، تقول لنا، طويلا تلك اللحظة، خاصة وانها تعلم انه وشم لا ينتزع بسهولة، والامر من ذلك ان ما كان مرسوما فيه هو رجل، يحمل علامة المسيح، وقالت لنا هبة ان الخطأ خطأها وهي التي لم توجه ابنتها الى الطريق السليم، فصار الشبان يتلاعبون بها. سمير من جهته يحكي لنا تجربته قبل سنتين يقول انه وضع وشما على كتفه الايسر، كبير نوعا ما، وكان مرسوما فيه امراة عارية، وفعل ذلك لانه لم يكن يعلم ان الوشم سيبقى، لقد اوهمه بعض المنحرفين انه سيزول مع الوقت بعد ان راوا تردده في وضعه، كان همهم الوحيد الحصول على الاموال، حيث كانوا يقبعون امام الثانوية، وكان الجميع يعرف عملهم، ويقول لنا سمير انهم خارجون من السجن، وانهم تعلموا ذلك مع المساجين، ويعترف سمير كذلك بانه وضع ذلك الوشم تقليدا لمغني الراب المشهور "50 سنتيم" والذي يبدو انه ادرك قدر نفسه فسماها كذلك، ويضيف سمير انه استدعى نزع ذلك الوشم عملية بواسطة "اللازار" وهو ما جعله يدفع اكثر من مليوني سنتيم، حيث انه انتزعه عبر ست حصص، كان ذلك قبل سنتين اثنتين، يقول لنا سمير، ويضيف انه على الاولياء ان يراقبوا اطفالهم، وما يفعلونه، ويسلحونهم بالتربية الحسنة، لكي يستطيعوا مواجهة ما يعترض طريقهم من مشاكل وعراقيل.