يعاني سكان قرى ومداشر بلدية ماوكلان الواقعة شمال ولاية سطيف، من اشكالية انعدام المياه الصالحة للشرب التي ظلت قائمة منذ عدة سنوات، وهذا بالرغم من بعض العمليات التي قامت بها مديرية الري في السنوات الأخيرة، والمتمثلة في حفر عدة أنقاب بالمنطقة، ولكن لسوء الحظ كانت نتائجها سلبية جراء انعدام المياه الجوفية، وانخفاض منسوبها خاصة في فصل الصيف. السكان بهذه البلدية النائية يتزودون حاليا من منبع «تاحمامت» بمعدل مرتين في الأسبوع، بكميات ضئيلة لا تلبي كل الاحتياجات سيما خلال فصل الصيف، الذي تتميز يومياته بالحرارة الشديدة وكثرة الطلب على هذه المادة الحيوية. وحسب ممثلي السكان، فإن المنبع المذكور أصبح غير كاف لتزويد كل التجمعات السكنية، الأمر الذي يجبر السكان على الوقوف عدة ساعات أمام احدى الحنفيات التابعة للخواص في طوابير لامتناهية، من أجل الحصول على كمية قليلة من هذه المادة التي لا يمكن الاستغناء عنها او اللجوء الى بعد منبع عين فرانسيس، التي حذّر مكتب الوقاية من شرب مياهها بعد عدة تحاليل أجريت عليها، وحسب قاطنين بالبلدية فإن الاشكالية المذكورة طالت أكثر سكان قرية لحمامير، المشتة، زرور، واد المالحة وأولاد موسى، وهي البلديات التي جفّت حنفياتها وانقطعت عنها المياه منذ سنوات، بالاضافة الى سكان تجزئة 750 مسكن بمركز البلدية الذين ظلوا يتخبطون في أزمة حادة منذ الصيف الفارط، بعد اجتماع عاملي شح المياه وأعطاب المضخات، ويضطر أغلبهم الى جلب هذه المادة من بعض الآبار التابعة للخواص بعد قطع مسافات طويلة، كما يضطر البعض الآخر الى شراء صهاريج المياه بالرغم من ارتفاع أسعارها، باعتبار أن الصهاريج التي خصصتها مؤسسة الجزائرية للمياه، اصبحت غير كافية لتلبية كل الاحتياجات، السلطات المحلية التي وضعت هذه الاشكالية ضمن أولوياتها، بادرت مؤخرا الى حفر بئر ارتوازية في المكان المسمى جبل هلال، ضمن برنامج التنمية المحلية بغرض تدعيم شبكة التوزيع، غير أن طاقة ضخه كانت جد ضعيفة، الأمر الذي دفع بذات المصالح الى تسطير برنامج خاص بالتنسيق مع الجزائرية للمياه للتقليل من حدة الأزمة، وهو حل مؤقت بطبيعة الحال. سلطات البلدية أكدت أن الحل النهائي لهذه الاشكالية هو تزويد التجمعات السكنية من سد «تيشي حاف» الواقع في ولاية بجاية، وهذا ضمن مشروع التحويلات الكبرى الذي استفادت منه الولاية، والذي يقضي بجلب المياه الصالحة للشرب من ولايتي بجاية وجيجل المجاورتين للسد المذكور، سيساهم أيضا في تموين العديد من البلديات الواقعة شمال الولاية.