طوابير أمام حنفيات خواص للظفر بقطرة ماء بماوكلان يشتكي سكان قرى ومداشر بلدية ماوكلان الواقعة شمال ولاية سطيف من اشكالية انعدام المياه الصالحة للشرب التي ظلت قائمة منذ عدة سنوات، وهذا بالرغم من بعض العمليات التي قامت بها مديرية الري في السنوات الأخيرة، والمتمثلة في حفر عدة أنقاب بالمنطقة، ولكن لسوء الحظ كانت نتائجها سلبية جراء انعدام المياه الجوفية، وانخفاض منسوبها خاصة في فصل الصيف. سكان هذه البلدية النائية يتزودون حاليا من منبع "تاحمامت" بمعدل مرتين في الأسبوع، بكميات ضئيلة لاتلبي كل الاحتياجات سيما في هذه الأيام المتميزة بالحرارة الشديدة وكثرة الطلب على هذه المادة الحيوية. وحسب ممثلي السكان، فإن المنبع المذكور أصبح غير كاف لتزويد كل التجمعات السكنية، الأمر الذي يجبر السكان على الوقوف عدة ساعات أمام احدى الحنفيات التابعة للخواص في طوابير لامتناهية من أجل الحصول على كمية قليلة من هذه المادة التي لا يمكن الاستغناء عنها. وحسب ذات المصدر، فإن الاشكالية المذكورة طالت أكثر سكان قرية "لحمامير" الذين جفت حنفياتهم وانقطعت عنهم المياه خلال هذه الصائفة، بالاضافة الى سكان تجزئة 750 مسكنا بمركز البلدية الذين ظلوا يتخبطون في أزمة حادة منذ شهر ماي الفارط، حيث يضطر أغلبهم الى جلب هذه المادة من بعض الآبار التابعة للخواص بعد قطع مسافات طويلة، كما يضطر البعض الآخر الى شراء صهاريج المياه بالرغم من ارتفاع أسعارها، باعتبار أن الصهاريج التي خصصتها مؤسسة الجزائرية للمياه، اصبحت غير كافية لتلبية كل الاحتياجات. السلطات المحلية التي وضعت هذه الاشكالية ضمن أولوياتها، بادرت مؤخرا الى حفر بئر ارتوازية بالمكان المسمى جبل هلال، ضمن برنامج التنمية المحلية بغرض تدعيم شبكة التوزيع، غير أن طاقة ضخه كانت جد ضعيفة، الأمر الذي دفع بذات المصالح الى تسطير برنامج خاص بالتنسيق مع الجزائرية للمياه للتقليل من حدة الأزمة، وهو حل مؤقت بطبيعة الحال. سلطات البلدية أكدت أن الحل النهائي لهذه الاشكالية هو تزويد التجمعات السكنية من سد "تيشي حاف" الواقع بولاية بجاية، وهذا ضمن مشروع التحويلات الكبرى الذي استفادت منه الولاية، والذي يقضي بجلب المياه الصالحة للشرب من ولايتي بجاية وجيجل المجاورتين السد المذكور سيساهم أيضا في تموين العديد من البلديات الواقعة شمال الولاية.