رحب إطارات مشروع "نوتريس" بولاية جيجل، بقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، القاضي بنقل ملكية مصنع إنتاج الزيت الغذائي من طرف طرف وزارة التجارة، بهدف إعادة بعث هذا المشروع الوطني الاستراتيجي من جديد. المشروع الذي يعتبره مُراقبون، دفعا قويا للاقتصاد الوطني، باعتباره اضخم استثمار في القارة السمراء والوطن العربي، من حيث طاقة الإنتاج والتخزين، حيث تصل طاقته الإنتاجية إلى حدود 6 آلاف طن يوميا، منها 20٪ زيت غذائي و 80٪ إنتاج حيواني موجه للأنعام والدواجن. وتضم وحدة تخزين حبوب الصوجا بالميناء 12 وحدة، تعرضت العام الماضي إلى أضرار بليغة بفعل الرياح، الأمر الذي كبد الخزينة العمومية أمولا طائلة بالعملة الصعبة بلغت حدود 250 مليون دولار، لتتوقف أشغال المشروع مطلع جوان من العام 2019، بعد صدور أحكام قضائية في حق مالكيه. وبعد أوامر رئيس الجمهورية، بنقل ملكية المشروع، يُنتظر أن يُباشر المصنع نشاطه فور انتهاء الاشغال، إذ سيُساهم المشروع بإنتاج 20 من زيت المائدة الموجه للتحويل، الأمر الذي سيقلص بنسبة كبيرة من تكلفة استيراد هذه المادة واسعة الطلب. كما يُنتظر من المصنع إنتاج 80٪ أعلاف من طاقته الإنتاجية البالغة 6 آلاف طن يوميا، موجهة لتغذية الدواجن والأنعام، أمر من شأنه أن يقلل من تكلفة استيراد أغذية الحيوانات، وحلحلة مشاكل الأعلاف التي دامت طويلا. دخول المصنع مرحلة الإنتاج، سيكون دافعا قويا لتشجيع الفلاحين والمستثمرين في زراعة حبوب الصوجا في البلاد، وهو ما يعتبره الخبراء في مجال الاقتصاد، بالمشروع الذي سيحدث حركية اقتصادية وديناميكية في مجال إنتاج الزيت الغذائي والأعلاف، والصناعات التحويلية عموما. نجاح هذا المشروع القومي، سيحرك بلا شك ويُنعش قطاعات أخرى، على غرار مضاعفة نشاط النقل بالسكك الحديدية، إلى جانب المحافظة على الثروة الحيوانية التي ستضمن نسبة كبيرة من غذائها المنتج محليا. غير أن توقف المشروع منذ جوان 2019، قد أثر بشكل كبير على معدات المصنع، خاصة الاجهزة التكنولوجية الحديثة التي تبقى عرضة للتلف في ظل عدم استكمال المشروع وعدم الوصول إلى تجسيد معيار السلامة والحماية. أموال ضخمة صرفت على هذا المشروع القومي، الذي ينتظر عماله بفارغ الصبر انطلاق الأشغال به من جديد، رغم أنهم لم يتلقو أجورهم منذ مدة طويلة، غير أن قرار رئيس الجمهورية الأخير قد بعث الأمل لتجسيد واحد من أصخم المشاريع في مجال إنتاج الزيوت والأعلاف.