نظم، أمس، إطارات و عمال بمشروع مصنع «نوتريس» لتحويل و طحن البذور الزيتية بالطاهير شرق جيجل، وقفة احتجاجية طالبوا فيها بضرورة تدخل السلطات العليا ، لمنع استمرار توقف أشغال إنجاز المشروع الضخم، و ما ينجر عنها من خسائر كبيرة إذ أن نسبة إنجازه فاقت 70 بالمائة، بغلاف مالي تعدى 100 مليون أورو، مشيرين أن المشروع التابع لعائلة كونيناف مول من البنوك الجزائرية ويجب انقاذه حماية للاقتصاد . وأوضح متحدثون للنصر، بأن أشغال إنجاز المشروع، قد توقفت منذ شهر مارس، بسبب توقف ضخ الأموال على دفعات من القرض البنكي المخصص لإنجازه، مشيرين إلى أن المشروع توقف في مرحلة جد متقدمة من الأشغال بلغت 70 بالمئة، مع اقتناء 95 بالمائة من التجهيزات و المعدات، ما يعتبر خسارة فادحة و من الصعب تداركها في حالة استمرار وضعية التوقف. كما أن تخزين المعدات لمدة طويلة دون استعمالها في الحاويات، يعرضها للصدأ و الإتلاف، مع انقضاء مدة ضمان المعدات، موضحين بأن أغلى المعدات تم تركيبها منذ فترة و لم يتم الوصول بعد لتجسيد معيار السلامة و الحماية بها، لكون أن هيكل المصنع الخارجي لم يتم تغطيته بعد، حتى يحمي المعدات المركبة داخل المنشأة الصناعية. وحسب الخبراء التقنيين بالمصنع الذين ذكروا ضمن التقارير المعدة، أن مكان تواجد المصنع مقابل الواجهة البحرية، سيعمل على الإسراع في التآكل و الصدأ و إحداث الأضرار في حالة عدم إكمال المصنع و تغطيته. و ذكر المتحدثون، أن التأخر في تجسيد المشروع، سيترتب عنه الدخول في نزاعات قضائية مع الشركات المتعاقدة، ما ستترتب عنه تكاليف إضافية لم تكن مبرمجة ضمن تكاليف إنجاز المشروع، مشيرين إلى مغادرة شركات المناولة التي تشغل أكثر من 700 عامل و معها المقاولون المشاركون في إنجاز المشروع. و أضاف المعنيون، بأن المشكل المطروح يتمثل في الخسائر الممكن حدوثها و المتمثلة في ضياع أموال القروض البنكية التي تم صرف منها مبلغ مالي ضخم فاق 100 مليون أورو، إذ وصلت نسبة الإنجاز إلى 70 بالمائة، مع شراء كل المعدات الداخلة في تركيب المصنع الحيوي، مشيرين إلى أن أموال البنوك تعتبر أموال الشعب و الخزينة العمومية، إذ لم يتم تدارك الوضعية بحالة استعجالية، فسينجم عنه خسائر مالية فادحة، مع خسارة تجسيد مشروع حيوي و المتمثل في وحدة لتحويل وطحن البذور الزيتية و الذي يعتبر الأضخم في إفريقيا والوطن العربي من حيث طاقة الإنتاج و التخزين، إذ تصل طاقة الإنتاج إلى أكثر من 6 آلاف طن يوميا، منها 20 بالمائة زيت غذائي خام و 80 بالمائة أعلاف للأنعام و الدواجن و سيضمن المشروع في حالة تجسيده تشغيل 700 عامل و إطار مباشر، وما يفوق ألف فرصة عمل غير مباشرة وسيتم إنجازه بتكلفة تفوق 250 مليون أورو. وطالب الحاضرون في الوقفة من السلطات العليا في البلاد، التدخل العاجل لإكمال بناء المشروع العملاق والاستراتيجي، حتى يتسنى حماية المعدات غالية الثمن و ضمان عدم ضياع أموال القروض البنكية التي صرفت لتجسيده.