حركت أحداث جبال الشعانبي بتونس والحدودية مع الجزائر النقاش حول ملف الإرهاب ومخاطره وكيفية التصدي له بعدما كانت هذه الأحداث خارج اهتمامات الإعلام التونسي المنتشي منذ عدة أشهر بثورة الياسمين، فقد استفاد الأشقاء على أسبوع من الأحداث الساخنة بالسلسلة الجبلية الشعانبي من أخبار انفجار الألغام وفتكها بأجساد الأمنيين بدرجات متفاوتة وإن لم تصل إلى إزهاق الأرواح. إلا أن حساسية التونسيين لأمنهم أخرجت الملف من دائرة المسكوت عنه إلى دائرة الضوء، ومن دائرة اللامبالاة وعدم الإكتراث إلى الشعور بالمسؤولية، حيث أن الأخبار المتداولة عبر وسائل الإعلامية التونسية تؤكد أن عدد الإرهابيين يقارب 30 فردا موزعين على عدة مجموعات صغيرة بهذه الجبال المعروفة بصعوبة تضاريسها، لتستغلها العناصر الإرهابية في التغلغل بها، كما استفادت من الأسلحة الليبية بعد مقتل القذافي، وقد زرعت ألغاما وقنابل عدة لإعاقة تقدم القوات الأمنية التونسية، ما دفع ذلك الجيش التونسي إلى إيفاد تعزيزات عسكرية للمنطقة للقضاء على هذه المجموعات. وتحسبا لهذا الإنفلات الأمني وخطورة الإرهاب على مفاصل الدولة وخاصة على القطاعات الحساسة، تجندت عدة قنوات فضائية لتسليط الضوء على الظاهرة الجديدة وتنظيم موائد مستطيلة لدراسة الموضوع، أين ذكر بعضهم بالنداءات المتكررة التي سبقت ذلك والداعية إلى ضرورة الصرامة مع مخلفات الثورة الليبية وانتشار السلاح بتونس وزيادة عدد الشبكات التونسية المختصة في تجنيد التونسيين وإرسالهم إلى سوريا لمحاربة النظام القائم، وطالب البعض بتفعيل قانون مكافحة الإرهاب ومعالجته واجتثاثه وتجفيف منابعه مع العمل على تدعيم الجيش وباقي الفصائل الأمنية بالأسلحة المتطورة، والاستفادة من خبرات الدول في هذا المجال على غرار الجزائر التي ظلت في صدام مع هؤلاء لقرابة عقدين ونظرتها وتحذيراتها من الانتشار الفوضوي للسلاح الليبي بعد الثورة على القذافي. مع العلم، أن الجزائر دعمت من جهتها الحدود مؤخرا بعد تعليمات صادرة من وزارتي الدفاع والداخلية بتعزيز كافة الإجراءات الأمنية على الحدود الشرقية وذلك بتجنيد كل المصالح الأمنية بالإمكانات المادية والعناصر البشرية تحسبا لتسلل ودخول العناصر الإرهابية المتواجدة بجبل الشعانبي للجزائر انطلاقا من الحدود مع ولاية تبسة.