تبقى الاستعجالات الطبية نقطة سوداء في قطاع الصحة، بداية بالاهمال في التكفل بالحالات المستعجلة في بعض الأحيان إلى نقص الإمكانات المختلفة حتى تلك البسيطة التي تصنف في خانة “المفروغ منه”، كالإبر والضمادات وغيرها والتي يجبر في العديد من الحالات المواطن البسيط على ضرورة التكفل بها واقتنائها على حسابه الخاص من عند الخواص حتى يتم علاج مريضه، وهي حالات كثيرة لا يمكن نكرانها بأي حال من الأحوال، فالكثير من المرضى ينتظرون في مصلحة الاستعجالات لاكثر من ساعتين مادام ان المصلحة تسير احيانا بطبيب واحد. وشهد قطاع الصحة بولاية معسكر، في السنوات الأخيرة قفزة نوعية في عدد المؤسسات الاستشفائية وعيادات متعددة الخدمات، والمراكز الصحية لاسيما الجوارية منها، وقد سعت الوزارة الوصية بمعية السلطات المحلية للولاية، في تجسيد العديد من مشاريع إنجاز هذه المرافق الصحية على مستوى بلديات ودوائر وحتى المناطق النائية المنتشرة عبر تراب الولاية.إلا أن هذا النمو لم يصاحبه أي زيادة في عملية التأطير من حيث عمال شبه الطبي، سواء ممرضين أو تقنيين سامين في الصحة أو حتى في مجال التخدير والإنعاش، وهذا النقص الفادح شكل عراقيل كثيرة في ميدان التسيير، مما جعل المرضى يعانون من ذلك وهذا دون صرف النظر إلى عدم الاكتفاء الذاتي، من حيث الأطباء العامين أو الأخصائيين، إضافة إلى ذلك موضوع هروب عمال شبه الطبي إلى القطاع الخاص، وتشير الإحصائيات إلى أن العيادات الخاصة هي الأخرى لها نفس المشكل من حيث التأطير شبه الطبي، فالعديد منها يكتفي بالحد الأدنى وهناك من يستعين بالعمال الذين يشتغلون في المؤسسات الاستشفائية بعد أوقات العمل، إذ تجد أن العمليات الجراحية التي تجريها العيادات الخاصة غالبا ما تكون نهاية اليوم أو خلال الليل، بعد حضور المتخصصين في التخدير والإنعاش والمتابعة الصحية. وعليه فإن القطاع الصحي بمعسكر، في حاجة ماسة إلى التكفل به من كل الجوانب، سواء من حيث التأطير الطبي والعلاجي وفي مجال نقص الوسائل الطبية، حيث أن البعض من الأجهزة ما تزال غير مستغلة لعدم معرفة كيفية تشغيلها أو أنها معطلة إلى أجل غير محدود، بحيث أن الشخص الوحيد الذي يعاني الأمرين هو المريض، كونه غالبا ما يوجه إلى العيادات الخاصة لإجراء الكشوف الطبية والإشعاعية وحتى التحاليل التي تجرى على الدم وغيرها، وكأن وظيفة المؤسسات الاستشفائية فقط هو استقبال المرضى ليس إلا، وهذه الحالة يجب تحويلها إلى مراكز التوجيه والاستعلام أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter