الممرضون يواصلون إضرابهم ويتجاهلون تحذيرات الوزارة دخل الإضراب الذي يشنه عمال قطاع الشبه الطبي، يومه الثالث، وقد شلت الحركة الاحتجاجية معظم المستشفيات والعيادات المتعددة الاختصاصات، بعد الاستجابة القوية لنداء الإضراب من قبل الممرضين، ما خلف تذمرا لدى عدد كبير من المواطنين الذين تعذر عليها إجراء الفحوصات الطبية، في الوقت الذي أكدت فيه النقابة، أنها تضمن الحد الأدنى من الخدمات والتكفل بالحالات الحرجة والاستعجالات. يواصل عمال شبه الطبي في إضرابهم المفتوح منذ يوم الثلاثاء، مع ضمان الحد الأدنى للخدمة مطالبين باستجابة الوزارة لمطالبهم التي تعود إلى سنة 2008 على غرار الإفراج على القانون الأساسي للقطاع. وأكد رئيس نقابة القطاع، لوناس غاشي، بأن نسبة الاستجابة لنداء الإضراب "هامة وتتوسع يوما بعد يوم رغم التهديدات التي يتعرض لها المضربون من قبل إدارة بعض المستشفيات".كما شكك المتحدث في تصريح "للنصر" في صحة الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة بشأن نسبة الاستجابة لنداء الإضراب، وأضاف "الوزير ضحية تقارير كاذبة يقدمها له مسؤولوالمستشفيات، فهل يعقل أن يقدم رقم 11 بالمائة لنسبة الإضراب بينما هناك عدد كبير من المستشفيات متوقفة كلية" وأضاف "مع ذلك لو نسلم جدلا أن نسبة المشاركة هي 11 بالمائة ما يعنى أن 10 آلاف عون شبه طبي توقفوا عن العمل، فهل نتجاهل مطالب 10 آلاف موظف ولا نلتفت إليهم"، وأكد بأن النقابة مصرة إلى الاستمرار في الحركة الاحتجاجية إلى حين التزام الوصاية بتنفيذ ما تعهدت به.واستاء العديد من المواطنين في عدد من مستشفيات، بعد تأجيل مواعيد عملياتهم الجراحية بسبب إضراب شبه الطبيين من ممرضين وتقنيي الإنعاش والتخدير ومساعدي الطبيين لدورهم المباشر والأساسي في غرف عمليات الجراحة، حيث يستحيل على الأطباء مباشرة عمليات جراحية دقيقة في ظل غياب فريق شبه الطبي، كما أثر إضراب شبه الطبيين على عملية تلقيح الرضع.وقال احد المواطنين، انه اضطر إلى التنقل لإحدى العيادات الخاصة، بغية إجراء فحص بالأشعة على ابنه الذي تعرض لوعكة صحية، وقال انه رغم تفهمه لمطالب الممرضين إلا انه يرفض أن يتحول المريض إلى رهينة صراعات بين المضربين والوصاية، وقالت السيدة حمدي المصابة بقصور كلوي، أنها أجبرت على الانتظار لعدة ساعات طويلة قبل الحصول على موعد لإجراء عملية غسيل للكلى، وقالت بأن المطالب المشروعة لأعوان الصحة "ليست مبررا لإهمال المرضى".واعتبر رئيس النقابة لوناس غاشي ، أن المواطن كالممرض وجميع موظفي شبه الطبي ضحية تجاهل المطالب التي رفعها أعوان هذا السلك الطبي، وقال غاشي ، بأن موظفي السلك الشبه طبي "ملتزمون بضمان الحد الأدنى من الخدمات خاصة في الحالات الاستعجالية، والحالات الحرجة التي تتطلب تدخلا فوريا"، موضحا بأن "الأطباء هم من يحددون أن كانت الحالة تستدعى تكفلا فوريا أم لا" مشيرا بأن الممرضين وكل الأعوان المضربين "اجبروا على اللجوء إلى خيار الإضراب بسبب تعنت الوصاية في الاستجابة لمطالبهم" .ويطالب عمال قطاع الشبه الطبي، الإفراج عن القانون الأساسي الخاص بهم، وتجسيد الوعود التي قدمها وزير الصحة لهذه الفئة، و إدماجهم في الجدول "أ" صنف "11" و إدماجهم في نظام ليسانس-ماستر-دكتوراه (أل-أم-دي) للاستفادة من تكوين (بكالوريا+4 سنوات جامعية). وينتظر العاملون في القطاع الطبي الذين يقدر عددهم بنحو مئة ألف صدور قانون أساسي خاص بهم بعد المصادقة عليه في مديرية الوظيفة العمومية، للاستفادة من زيادة في الرواتب.