وكيف تم اختيارك في المجلس التأسيسي؟ أجريت انتخابات لكنها كانت شكلية وكانت العضوية تتم بالتعيين، فالعربي بن رجب هو من أشرف على تعيين كل أعضاء منطقة قسنطينة . كيف جرت المناقشات حول صياغة التوجهات الأولى للدولة الجزائرية الحديثة؟ حضرت المناقشات التي دارت حول الدستور وكنت من نواب الشعب الذي حرصوا على العمل بشكل جدي. أتذكر أنه في تلك الفترة نهضت نقاشات حول تبني أحد التوجهين الاشتراكي أو الرأسمالي. وانقسمت الآراء بين هذا التوجه أو ذاك. الأغلبية كانت مع تبني خيار الاشتراكية منهم هواري بومدين وأحمد بن بلة، في حين كان آخرون يفضلون التوجه الرأسمالي منهم حسين آيت أحمد وكريم بلقاسم. وعندما وصلنا إلى قضية الجنسية الجزائرية وقفت أنا وقايد أحمد، ضد توجه الحكومة بمنح الجنسية الجزائرية الأصلية لكل من ولد على أرض الجزائر. واقترحت أن تمنح لكل من كان يصنف أثناء الفترة الاستعمارية تحت خانة “مسلم فرنسي”. وتم الأخذ بمقترحنا. ولكن هواري بومدين أعاد العمل بالصيغة الأولى بعد انقلابه على بلة. لكن الحمد لله أن المعمرين الفرنسيين كانوا قد غادروا البلاد. أتذكر أن بن بلة كان يصرح لنا بأمنيته في أن يطول أمد الحرب حتى يغادر المعمرون البلاد، فقد كان يقول إن الاستقلال يفقد قيمته في ظل بقاء المعمرين لأن الإمكانات الاقتصادية ستظل في أيديهم. كنا كلما ذهبنا إلى بن بلة يكرر علينا هذا الدرس. وكلما أفصحنا عن رغبتنا في مغادرة مصر إلى الجزائر، يقول لنا ليس الآن فلم يحن الوقت بعد. كيف تابعت حركة المعارضة التي قادها حسين آيت أحمد في منطقة القبائل؟ جمع الرئيس أحمد بن بلة، كل المجاهدين الذين كانوا أعضاء في المجلس الوطني وقتها لمناقشة القضية. واجتمع رأينا على ضرورة الانتصار للوحدة الوطنية ومحاربة فكرة الانفصال ومن يقف وراءها كحسين آيت أحمد ومحمد أو الحاج. وعندما انفجرت قضية الحدود مع المغرب ترك هؤلاء مواقع المعارضة وانضموا إلى صفوف المدافعين عن أراضينا ضد التدخل المغربي. احتلال المغرب لحاسي البيضا وتيتجوب وحد المواقف واجتمع الجميع في بشار بمن فيهم محمد أو الحاج والعقيد شعباني. وحتى المواطنين البسطاء تدفقوا من كل المناطق للدفاع عن حدودنا خاصة بعد خطاب الرئيس أحمد بن بلة، الذي قال أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter