عرفت دائرة الجزار بولاية باتنة، منذ سنوات باسم «عاصمة الفيراي»، نظرا لاحتلالها المراتب الأولى على المستوى الوطني، في مجال تجارة قطع غيار السيارات المستعملة، الأمر الذي حولها إلى الملاذ الأول للتجار والزبائن على حد سواء، غير أن ما أثار الريبة والشك حول السر وراء ازدهار هذه التجارة، هو ارتباطها بالكثير من الحوادث المشبوهة، والممارسات الخارجة عن نطاق القانون..الأمر الذي دفع ب«السلام» إلى محاولة نفض غبار الاستفهام عنها، والوصول إلى الحقيقة التي تستر وراء مسمى «التجارة». شابت تجارة قطع غيار السيارات المستعملة، التي امتهنها سكان «الجزار»، شبهات، أكدها انتشار المحلات غير الشرعية على مستواها، وقد زارت «السلام»، المنطقة حتى تروي للقارئ الأسرار والخبايا التي تصاحب تفكيك وبيع المركبات، في جولة متعبة وشاقة داخل معاقل وجود بارونات التزوير والسرقة. يلفت انتباهك وأنت تدخل مدينة الجزار الواقعة غرب عاصمة الولاية باتنة والتي تبعد عنها بحوالي 90 كلم، وتحديدا على حافة الطريق الوطني رقم 28 الرابط بين ولايتي باتنة والمسيلة، هياكل السيارات المتراكمة فوق بعضها البعض من كل الأنواع، جلها حديثة الصنع ترقيمها من كل الولايات وقد تعرضت لحوادث مرور، غير أنها تبدو مهترئة قد أكل الدهر عليها وشرب، ومن ورائها تبدو لك محلات بيع قطع غيار السيارات التي تم تفكيكها، حيث يقول البعض أنها تحولت إلى معهد في مجال التفكيك سواء للسيارات التي يشترونها من المعرضة للحوادث أو المسروقة أو حتى المهربة، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة، لدرجة دفعتهم إلى تكوين مدرسة لتخريج شبكات وطنية ودولية مختصة في سرقة السيارات. بدأت «السلام»، جولتها من أحد هذه المحلات، المختصة في بيع قطع غيار سيارات «بيجو»، اقتربنا من المحل ثم دخلنا إلى المستودع ومن ورائه مرآب بصفة المشتري لنرى ماذا يخبئ داخل المحل الذي يحمل ما لا طاقة له، إنها قطع غيار قديمة مهترئة عندما تنظر إليها وكأنها أخذت من المزابل، سألنا صاحب المحل عن جودة هذه القطع فقال هي أمامك «اشتري ما شافت عينك»، وعن الضمان، أكد أنها تباع بدون ضمان «هذا هو الفيراي» إن كنت تريد الضمان اذهب إلى «لا ميزون» هي تبيع قطع جديدة ومضمونة». واصلنا رحلتنا داخل أروقة المحلات التي تفوق 400 محل وكل منها مخصص لبيع نوع معين من قطع السيارات، ونحن نتجول لم نكد نر الطريق، نظرا لتداخل الهياكل المرمية أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter