إن السحر حقيقة قائمة وقد ذكره الله في كتابه وأنه أمر حاصل وأنه مما يُتعلم، وأن له آثارا تقع به بقدرة الله تعالى وإذنه ومشيئته، وهو من الكبائر الموبقات يعني المهلكات التي تهلك صاحبها وتودي به إلى دركات الهاوية، لما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات) قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: (الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات). قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: قوله تعالى على لسان الملكين: {إنما نحن فتنة فلا تكفر}، فإن فيه إشارة إلى أن تعلم السحر كفر فيكون العمل به كفرا، وهذا كله واضح على ما قررته من العمل ببعض أنواعه، وقال الإمام النووي كما في شرحه على مسلم: وهو حرام بإجماع علماء المسلمين، ومذهب الجاهير أن السحر حرام من الكبائر فعله وتعلمه وتعليمه، وقال البعض إن تعلمه ليس بحرام، بل يجوز ليعرف ويرد على صاحبه ويميز عن الكرامة للأولياء: وهذا القائل يمكنه أن يحمل الحديث على فعل السحر، وأما الساحر الذي يباشر السحر بنفسه فكافر، ويقام عليه حد القتل من قبل ولي الأمر ما لم يتب، والكهانة أيضا حرام، قال المنذري في الترغيب والترهيب: الكاهن هو الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضها ويخطىء أكثرها ويزعم أن الجن تخبره بذلك، وأما إتيان السحرة والمشعوذين والعرافين فحرام وهو من عمل أهل الجاهلية، لما روى أبوداود والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه فيما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)، وروى البزار بإسناد جيد عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)، وسؤال هؤلاء فضلا عن كونه حراما، فإنه من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، فيجب على المسلم أن يدع هذه الأمور الجاهلية ويبتعد عنها، ويحذر من سؤال أهلها أو تصديقهم، طاعة لله أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter