كيف كانت لقاءاتك مع الرئيس ليامين زروال؟ عندما أكملنا مهمتنا في اللجنة الوطنية للحوار استدعانا الرئيس زروال، وسألنا عن تطورات الحوار ونتائجه لأن اللجنة أعدت تقريرا وسلمته إياه، واستشارنا في كل الأمور منها كيفية سد الفراغات وطريقة تشكيل مجلس شعبي، وتحضير الانتخابات الرئاسية، وكيف نحضر لظهور قوة سياسية فاعلة في البلاد. وكان قد استدعانا بصفة فردية أنا وأعوذ بالله من قولة أنا سألني عن رؤيتي للوضعية السياسية ووضعية الأحزاب والبلاد بصفة عامة، وكيف نفكر في وضع قوة سياسية لهذا البلد. قلت له إن الأوضاع في البلاد الآن خطيرة من كل الجوانب، ويجب أن نفكر في قوة سياسية تحمي النظام، تحمي نظام الدولة مهما كان هذا النظام. نحن متوجهون الآن إلى التعددية والأحزاب ما زالت كلها ضعيفة. الحزب الوحيد “لي عندنا” هو حزب جبهة التحرير الوطني، وكانت مواقفه برئاسة عبد الحميد مهري رحمه الله، في تلك الفترة، معروفة مما يسميه بالنظام الفعلي والتي انعكست على اجتماع سانت جيديو المعروف. عرضت على زروال الخيار بين أن نستفيد من التجارب الإقليمية القريبة منا نوعا ما كالتجربة التونسية أو التجربة المصرية، وسقت له مثال التجربة الدستورية في تونس بعد بورڤيبة، وتجربة الحزب الاشتراكي بعد عبد الناصر في مصر، أو أن نرجع إلى جبهة التحرير الوطني ونعيد بناءها من جديد إن أمكن. ولكنني نقلت له اعتقادي بأن هذا سيكون صعبا. فقال لي: “لا تتصور أن التونسيين أو المصريين لديهم ديمقراطية أو لديهم رغبة في أن يؤسسوا للديمقراطية”، استخلصت من قوله هذا أن الرجل لديه إرادة حقيقية في أن يجعل من الجزائر دولة ديمقراطية وهذه هي قناعته. وطرحت عليه اقتراحا ثالثا وهو تأسيس حزب جديد، قوة سياسية جديدة من المدرسة الجزائرية من الجيل الثاني. قلت له إن هذا الجيل ليست لديه خلفيات سياسية، وهو من أبناء الشعب الوطنيين المخلصين ونمضي به، ويمكن أن نجعل منه في المستقبل قوة قادرة على بناء أو المساهمة في بناء الجزائر وحمايتها، كان كلام زروال قليلا ينصت أكثر مما يتكلم. ولكنه من حين إلى آخر يطرح سؤالا أو يجيب على سؤال. وهذا أمر جيد على كل حال. قاعدة جيدة والمثل يقول: السامع يفهم أكثر من المتحدث. وأتمنى أن ألتقي به مجددا في يوم من الأيام. أنا أتأسف لأن الفرصة لم تسمح لي بلقائه لحد