سينزل اليوم عبد العزيز زياري وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ولأول مرة منذ استلامه الوزارة إلى المجلس الشعبي الوطني في مواجهة مباشرة مع نوابه للإجابة عن تساؤلاتهم الشفهية الخاصة بملف الأخطاء الطبية، الذي طالما أرق الوزراء المتعاقبين على القطاع . كشف أمس ميسوم الطاهر نائب عن حزب التجمع الجزائري في تصريح خص به "السلام" تلقيه ردا رسميا من البرلمان يؤكد موافقة وزير الصحة الرد على سؤاله الشفهي الخاص بملف الأخطاء الطبية، التي يواصل المواطن البسيط وحده تحمل تبعاتها البدنية والمادية، منذ السبيعينيات، موضحا في السياق ذاته حرصه من خلال سؤاله على دفع زياري إلى المبادرة بموقف رسمي كفيل بإنصاف ضحايا الأخطاء الطبية المقدر عددهم بالآلف، تجاهلته مصالح جمال ولد عباس وزير الصحة السابق، مستندا في ذلك على عينة من الملفات التي تجسد الحالة الكارثية التي آل إليها الضحايا، بعد تجميد وتهميش ملفات شكواهم لسنين على مستوى الوزارة والقضاء-على حد تعبير محدثنا-، الذي قال "نأمل أن تكون زيارة زياري الأولى للبرلمان منذ توليه زمام الوزارة للإجابة عن تساؤلاتنا إيجابية ترضي تطلعاتنا، وتنصف هذه الفئة المظلومة". هذا ويعتبر ملف الأخطاء الطبية من بين القنابل الموقوتة التي يحتضنها قطاع الصحة، الذي طالما تفادى الوزراء المتعاقبين عليه التقرب منها، نظرا للكوارث التي تكتنفها تفاصيل هذا الملف المرصع بآلاف الضحايا الذين حطمت العاهات المستديمة حياة الكثيرين منهم، فضلا عن تجاهل حقهم في التعويض المادي والمعنوي، رغم ملفاتهم المحملة بالأدلة الرسمية التي تثبت تقاعس واستهتار الدكاترة والأطباء بحياة المواطنين.