كيف وصل عبد الحميد مهري، إلى قيادة حزب جبهة التحرير الوطني بعد إزاحة محمد شريف مساعدية؟ عينه الأمين العام الشاذلي بن جديد، الذي كان يجمع بين رئاسة الجمهورية والأمانة العامة للحزب، فمسؤولو وأعضاء الأمانة الدائمة يقترحهم الأمين العام على اللجنة المركزية، اقترح الشاذلي بن جديد السيد عبد الحميد على اللجنة المركزية، وهذه الأخيرة صوتت عليه بالأغلبية. كان القانون في ذلك الوقت واضحا وينص على أن الأمين العام للحزب هو من يعين مسؤول الأمانة العامة، لهذا اقترح عبد الحميد مهري، مسؤول للأمانة الدائمة بعد إقالة محمد شريف مساعدية رحمه الله. ماهي أسباب إقالة المرحوم شريف مساعدية؟ أقيل مساعدية بسبب أحداث 5 أكتوبر 1988، كان المنتفضون أثناء الأحداث يرددون عبارات مناهضة لمساعدية منها “مساعدية سراق المالية”. أذكر أنني كنت معه في أحد المجالس فأبديت له استغرابي من أسباب مساندته لبوتفليقة، رغم أن هذا الأخير طرد مساعدية من قاعة قصر الأمم أثناء مناقشته الميثاق الوطني عام 1973، كان بوتفيلقة وقتها رئيس لجنة الميثاق الوطني بينما كان مساعدية رحمه الله، مسؤول التوجيه في الحزب، كان الرجلان على خلاف ولهذا استغربت المصالحة بينهما فبعد وصول بوتفليقة إلى الرئاسة عام 1999، طلب مساعدية لتعيينه في مجلس الأمة بدل بومعزة، كنت في بيت السيد مساعدية رحمه الله رفقة مولود حمروش والهادي خديري، ومحمد الصالح محمدي عندما أبديت له استغرابي، وكان قد رجع لتوه من جنوب إفريقيا، وهو يعرف أن لساني سليطا نوعا ما قلت له “سي محمد نسألك سؤال كيفاش الحنان الى ظهر جديد، ما هو السر نظن أن التاريخ مانيستوش”، قال لي رحمه الله “ياخي أنت دايما فمك محلول، على أي حال الوحيد لي رجعلي اعتباري هو هذا يقصد بوتفليقة”. وفي هذا الأمر أنا أوافقه تماما لأن بوتفليقة هو بالفعل الوحيد الذي أعاد لشريف مساعدية رحمه الله، الاعتبار بعد حوادث أكتوبر 1988، لكن لماذا أعاد له الاعتبار هذه حسابات سياسية أخرى.