أجرى محمد روراوة حوارا لجريدة "الوطن" المصرية نشر مؤخرا نُورده كما جاء رغم أنه يعود إلى تاريخ إجراء قرعة اللقاء الفاصل يوم 16 سبتمبر الماضي. في البداية، كيف تنظر إلى قرعة المونديال؟ - دعني أؤكد لك فى البداية شيئا مهما، أنه يوجد 10 منتخبات والقرعة تحدد من سيلاقي من وليس لأي شخص مهما كان منصبه أواسمه التدخل فيها، لأنها علنية وأمام الجميع، ونحن كمسؤولين عن الكرة فى بلادنا وكمندوبين عنها فى القرعة لا يكون أمامنا سوى شىء واحد هو "التمني"، هذا يفضل الابتعاد عن منتخب معين، وذاك يفضل مواجهته، ولكن الفصل فى النهاية للقرعة. بدا عليك الفرح وقفزت من على مقعدك بعدما أسفرت القرعة عن مواجهة مصر لغانا؟ طرت فرحا لأننى تأكدت أن المنتخب المصري ابتعد عن طريق المنتخب الجزائري، وكانت هذه الحركة تلقائية مني ولم أكن أقصدها، ودعوت كثيراً قبل القرعة فى صلواتي ألا نواجه مصر. ■ هل لخوفك من المواجهة أولتجنب حدوث أي مشكلات بعد الأزمة الأخيرة بين البلدين؟ - صمت قليلاً ثم قال: "ليس لهذين الخيارين قط، ولكننى تمنيت الابتعاد عن مصر لسبب مهم جداً، وهو أننى أشعر أن كأس العالم المقبل بالبرازيل سيشهد وجود أكثر من منتخب عربي، ففى حالة وقوعنا أمام الفراعنة أومواجهة تونس للفراعنة سيتم إقصاء منتخب عربي، وهو ما لم أكن أتمناه مثلي مثل كثيرين من العرب الذين تمنوا ذلك. ولو عدنا إليها قليلا للاستفادة من «الغلطة»، من فى رأيك كان المسوؤل عن الأزمة؟ - الجميع بلا استثناء شارك فى صناعة الأزمة، خصوصا أن المباراة كانت فاصلة ومؤهلة لكأس العالم 2010، ولكن الإعلام استخدم وتيرة التصعيد فى البلدين وهيَّج الأمور، مما كان له أكبر الأثر فى تفاقم الأزمة آنذاك، وأرجو من الإعلام فى البلدين الكف عن هذه الوتيرة بعدما تعافى الشعبان من الأزمة. كان سمير زاهر رئيساً للاتحاد المصري وقت حدوث الأزمة، فما طبيعة علاقتك به؟ زاهر يعتبر من أعز أصدقائي المصريين، ولم يؤثر على صداقتنا أي شيء، وأتصل به للاطمئنان عليه فى ظل محنته الصحية التى يعانى منها حاليا. دعنا نتحدث عن منتخب الجزائر، كيف ترى حظوظه بعدما أوقعته القرعة مع بوركينا فاسو؟ بوركينا فاسو ليس بالمنتخب السهل كما يتوقع البعض، وإلا ما كان ضمن العشرة منتخبات التى صعدت إلى المرحلة الختامية من التصفيات، ولكننا لدينا أفضلية وميزة مثل المنتخب المصري، وهى خوض المباراة الأولى خارج الديار وبالتالى سيكون الحسم على أرضنا، ونأمل أن يساهم هذا الأمر فى بلوغنا النهائيات واستمرار اللعب فى المونديال، خصوصا أنه سبق للجزائر اللعب 3 مرات فى نهائيات كأس العالم فى 1982 و1986 والأخيرة فى 2010 بعد الفوز فى المباراة الفاصلة على مصر. أخيراً وبعد توجيه الشكر لك على سعة صدرك، هل تود أن تضيف كلاما آخر؟ أريد أن يعرف الجميع أن الكرة توحِّد ولاتفرِّق، وأتعجب من أن الكرة صارت مصدر قلق للجماهير والمسؤولين، وأصبحت رسالتها مغايرة لما هو معروف عنها من التقريب والالتفاف، لذلك أتمنى أن تعود الكرة قريبا إلى سابق عهدها.