عمت الاحتفالات والنشاطات الوطنية والثقافية أمس، مختلف ولايات التراب الوطني الجزائري تخليدا للذكرى التاسعة والخمسين لثورة الأول من نوفمبر المجيدة. فقد نظمت الفعاليات الرسمية والشعبية في مختلف الرلايات مهرجانات واحتفالات وملتقيات بهذه المناسبة التي يعيشها الشعب الجزائري تعبيرا عما تشكله هذه الثورة من خريطة رسمت مستقبل الجزائر الحرة ندوة تاريخية لجمعية التاريخ والمعالم الأثرية بقالمة نظمت نهار أمس، جمعية التاريخ والمعالم الأثرية بولاية قالمة بديوان السياحة ندوة تاريخية تحت عنوان المحتشدات إبان الثورة التحريرية بولاية قالمة، الندوة العلمية نشطها دكاترة وأساتذة مختصين في التاريخ والقانون الدولي وكذا مشاركة بعض المجاهدين والذين عايشوا الظاهرة داخل المحتشدات، وفي اللقاء كانت الكلمة للمجاهد اسماعيل مخانشة الذي تحدث باسهاب عن مراحل الثورة الجزائرية بصفة عامة واتصالات الثورة بالشعب داخل هذه المحتشدات وفقا للنظام الثوري السائد مضيفا أن القيادة الثورية بالولاية فيما يخص تنظيم الثورة كانت تتابع كل الأحداث بطريقة منظمة ومنسقة، خاصة في المراحل الأخيرة للثورة التي حاول فيها الجنرال ديغول افشال العمل الثوري من خلال زيارته لكل من ولاية قسنطينة وتلمسان غير أن التنظيم الثوري المتماسك فشلت كل المحاولات التي خططتها فرنسا وقد تأكد الاستعمار أن الشعب الجزائري متمسك بقضيته من خلال التنظيم المعمول به ومن خلال المظاهرات، خاصة مظاهرة 11 ديسمبر 1960 التي اعتبرها المنعرج الحاسم في التأكيد على ارتباط الشعب بثورته وهو ما دفع بالجنرال ديغول في خطابه الجزائر للجزائريين وتابع مخانشة أن مرحلة المفاوضات طالب فيها قيادة الثورة يضرورة توفير ضمانات حول الاستفتاء. كما ألقى الاستناذ عمارة علاوة مداخلته حول الحياودة اليومية في المحتشد أين تطرق إلى تنشئة هذه المحتشدات سنة 1957 الى غاية مجيء الاستقلال، حيث عملت فرنسا على سياسة ترحيل القبائل بمقتضى المراسيم والفرارات الفرنسية تهدف إلى ضرورة عزل الثورة وقطع التموين عن المجاهدين غير أن يضيف الاستاذ أن السياسة الاستعمارية فشلت في كل خططها الجهنمية بفظل تلاحم والتفاف الشعب نحو قضيته المصيرية وذكر أن فرنسا خسرت أموال طائلة في انشاء هذه المحتشدات ووقعت في أزمة اقتصادية كلفتها ثمنا غاليا للإشارة أن المحتشدات التي أقيمت على المستوى الوطني كانت تضم أكثر من 03 ملايين جزائري وجزائرية. وكانت الندوة قد محورت موضوع المحتشدات في القانون الدولي العام للأستاذ السبتي بن سديرة كلية الحقوق جامعة قسنطينة، والذي تحدث عن جرائم فرنسا في مجال خلق المحتشدات للجزائريين اعتبارا لما جاء في القانون الدولي العام والاتفاقيات الأربعة لجنيف 1949 غير أن فرنسا لم تحترم هذه الاتفاقيات التي صادقت عليها سنة 1951، خاصة منها الاتفاقية الرابعة التي تنص مادتها 03 حماية المدنيين وابعادهم من مناطق الحرب وعملت عكس ذلك أين قامت بجرائم حرب في هذه المحتشدات ليس على سبيل الفتل فقط وإنما في عملية التهجير إلى أماكن مهجورة وحتى القرب من ثكناتها العسكرية .أما الاستاذ شرقي ذهب إلى أن الشرق الجزائري المعروف بمقاومته للاستعمار كثفت فيه فرنسا هذه المحتشدات، خاصة منطقة الأوراس والشمال القسنطيني ومنطقة القبائل ودعى إلى ضرورة تدوين كل الوقائع التي حدثت داخل هذه المحتشدات لتكون حجة دامغة على فرنسا وجرائمها . الندوة تخللتها مناقشات هامة حول تسيير هذه المحتشدات وأهم ما وقع فيها وهي جزء لا يتجزأ من ناريخ الثورة المجيدة.