يحبس التونسيون أنفاسهم حتى يوم غد ترقبا لقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم قد يمنح منتخبهم بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل العام المقبل، بدلا من الكاميرون . وأمهل الاتحاد الدولي الاتحاد الكاميروني 48 ساعة، انتهت أمس لتبرير ملفي لاعبين كاميرونيين خاضا المباراة التي فاز بها منتخبهما على تونس في إياب الملحق الإفريقي المؤهل للنهائيات بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف واحد، مما منحه البطاقة بعد أن تعادل المنتخبان ذهابا في تونس دون أهداف. وفي حال تمّ قبول محتوى الشكوى التونسية، التي تم قبولها شكلا وإجراء، فإنّه سيتم اعتبار منتخب الكاميرون خاسرا بنتيجة ثلاثة دون مقابل مما يعني تأهل تونس استنادا إلى مجموع المباراتين. الإتحاد التونسي استغل الثغرة القانونية في الحصول على الجنسية الكامرونية وفقا للاتحاد الكاميروني فقد تمّ إرسال الملفين المطلوبين، وقال أمينه العام إنّ الشكوى التونسية "خاسرة أولا لأنّ سحب الجنسية لا يتم إلا وفقا للقضاء أو بأمر من رئيس الدولة، كما أن اللاعبين ينتميان للمنتخب منذ سنوات وبالتالي كيف سيكون الأمر؟ هل يتعين اعتبارنا خاسرين في جميع المباريات التي خضناها. الطلب التونسي لا يستقيم" وفقا لما ورد على الموقع الرسمي للاتحاد الكاميروني. لكن وفقا للمسؤولين التونسيين، فإنّ هناك ثغرة واضحة "تجعلنا على اقتناع تام بوجهة نظرنا" مشيرين إلى أن ما تناقلته وسائل الإعلام أولا كان يشير إلى كون الشكوى تتضمن الاحتجاج على انتماء اللاعبين ماتيب وتشونغي لمنتخب ألمانيا الأولمبي قبل ضمهما من قبل الكاميرون، علما أنّ والديهما كاميرونيين. وأضاف مصدر "لقد التزمنا الصمت حتى نستفيد من عامل الوقت وخشية أن يقوم أي طرف بما يمكنه أن يضعف موقفنا. الآن نعلن أن الشكوى تتعلق بإشراك منتخب الكاميرون لاعبين غير كاميرونيين وفقا لقانون الجنسية في الكاميرون. وحصولهما على الجواز لا يعني أنهما مجنسان." القانون الكامروني يمنع ازدواجية الجنسية في الفصل 31 ووفق القانون الكاميروني، وحسب الفصل 31 منه، فإنّ ازدواج الجنسية ممنوع هناك بحيث "إما أن تكون كاميرونيا أو لا تكون" ويعني ذلك أنّ منح الجنسية للاعبين محل الشكوى يسقط أي جنسية سابقة. لكن كلا اللاعبين، وفقا للاتحاد التونسي، يخوضان الدوري الألماني على أساس أنهما لاعبان محليان (أوروبيان) وذلك حتى ساعة خوضهما المباراة أمام تونس، مثلما تظهره سجلات الاتحاد الألماني وكذلك سجلات الاتحاد الأوروبي وفريقيهما، وهو ما يعني أنّهما لم يتخليا عن الجنسية الألمانية بما يجعل من ذلك متعارضا مع قانون الجنسية الكاميرونية. وقال مسؤول في الاتحاد التونسي إنّ "ملفنا قوي. ولن يحسمه إلا استظهار الجانب الكاميروني بوثيقة تخلي اللاعبين عن الجنسية الألمانية" غير أنه دعا إلى الانتظار حتى قرار الفيفا "لاسيما أنّه وفقا لوجهة نظرنا فقد تتم إما معاقبة اللاعبين أو الكاميرون ونأمل أن تتم معاقبة المنتخب بطبيعة الحال." الإتحاد الكامروني ينفي وراسل "الفيفا" ردّ الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، أول أمس، بشكل عاجل على مراسلة الفيفا حول الوضعية الادارية للثنائي "جويل ماتيب" و"إريك شوبو موتينغ" اللذان شكّلا محور احترازات تونسية، قال "جان جاك موندنغو" المتحدث باسم الاتحاد الكاميروني في تصريحات صحفية، أنّ ملفي ماتيب وموتينغ جاهزان وتم إرسالهما ليلة الاثنين المنصرم إلى الاتحاد الدولي للعبة بزوريخ. ونفى موندنغو ما سماها (مزاعم) عدم تأهيل الثنائي المذكور، مبديا ثقة بلاده بما وصفه "الوضع القانوني السليم" لماتيب وموندنغو اللذين جرى الاعتماد عليهما كبديلين ضدّ التوانسة. ولم يوضح الجانب الكاميروني في وقت سابق ما إذا كان كل من ماتيب وموتينغ استفادا من قانون الباهاماس الذي أتاح تغيير الجنسية الكروية، وسمح لكل لاعب أن يمثل أكثر من منتخب في مسيرته إذا ما لم يلعب لمنتخب أول، على منوال ما حصل للعديد من الجزائريين والماليين وغيرهم . وسيكون تجاوب الفيفا مع التونسيين، سابقة فريدة، سيما وأنّ أسود قرطاج وصلوا إلى الدور الفاصل بعد معركة قانونية ضارية مع الرأس الأخضر الذي تفوق رياضيا، قبل أن يخسر على البساط بسبب إشراكه لاعبا غير مؤهل.