ألقت شرطة المطار الدولي هواري بومدين القبض على المدعو"ت.سفيان"، محل أمر بالقبض صادر سنة 2010 عن مكتب الأنتربول، بقرار من محكمة ليون الفرنسية في حق المتهم المسبوق في قضايا الاتجار بالمخدرات والموصوف ب "الخطير" والذي كان يهّم بمغادرة التراب الوطني إلى مدينة جنيف السويسرية على متن الخطوط الجوية الجزائرية. القضية التي شغلت الرأي العام شرق مدينة ليون واستمر التحقيق فيها من نوفمبر 2009 إلى مارس 2010 أسفرت عن تفكيك جماعة أشرار، بينهم جزائريون مختصون في استيراد المخدرات من هولندا إلى فرنسا، في عمليات خصّصت لها إمكانيات بشرية ومادية معتبرة من سيارات وشقق. وبعد مدّة من المراقبة، والتحريات وتطويق مساكن المتهمين تم استرجاع 112 كلغم من مادة الهيروين،54 كلغم ومبلغ 11 ألف أورو. جاء ذلك بناء على معلومات مجهولة المصدر، وردت إلى مصالح الشرطة القضائية الفرنسية حول توّرط "ح.صبري" في المتاجرة بالهيروين، في إطار جماعة إجرامية منظمة تتكفل باستيرادها من هولندا، بمعدل مرّة كل شهر أو شهرين على الأكثر، وأن الكميات المعتبرة يتم تخزينها شرق مدينة ليون، لتنطلق سلسلة من التحريات انطلاقا من تتبع تحركات المتهم المذكور، والذي كان يستعمل سيارة من نوع "غولف" مسجّلة باسم شخص أخر في التنقّل بين فرنسا ولكسمبورغ، ودخل التراب الهولندي أكثر من مرّة رفقة شخص آخر.
وبمراقبة مقّر إقامته بليون لوحظ تردّد شخص مجهول ذي شعر أحمر، وكل من المدعو"ب.كمال " و"ح. مساعدية"، قبل أن ينتقلوا مرة أخرى إلى هولندا على متن سيارتين ويتخّطون الحدود الفرنسية متحاشين منطقة الدفع، وهو ما جعل الشرطة الفرنسية تشك في إمكانية استيراد كميات كبيرة من المخدرات من شمال أوروبا، من خلال الاعتماد على سيارات لفتح الطريق. وبتكثيف المراقبة تم التوصّل إلى مرآب بليون به تركن سيارة "اودي" مسجلة بترقيم ألماني ملك المدعو"ب.بدر الدين "، وهي نفس السيارة التي رافقت سيارة "غولف" في خرجة أخرى إلى هولندا بسرعة فائقة، لم تتمكن الشرطة من اللحاق بهم ليعودوا مجدّدا إلى فرنسا ومعهم حقائب تم إخفائها بشقة. وبعد مدّة جاء كل من "كمال.ب" و"ح.مساعدية" لإخراج الحقائب ليتم حجز أربع حقائب، بها ما يفوق 3 كلغم من الهيروين و9 كلغم كوكايين، وبتفتيش الشقة تم استرجاع 11 ألف أورو، وأجهزة هواتف نقالة، ووثائق محاسبية لمئات الآلاف من الأورو. كما عُثر بمنزل "كمال.ب" على 3 كلغم أخرى من مادة الهيروين، ليتوصل التحقيق لتوقيف خمسة جزائريين من بينهم امرأة، فيما بقي"ت.سفيان" في حالة فرار بعد تورّطه في فتح الطريق وقيادة بعض السيارات، وهو ما أكدته الصور الملتقطة من الشرطة الفرنسية والتي قدمت كدليل إثبات ضده أمام العدالة الجزائرية وأدين لثمانية سنوات سجن