تعاني عشرات العائلات المقيمة في الخيام بعيدا عن المدن والقرى وادي سوف بعشرات الكيلومترات من العزلة الخانقة، وذلك لانعدام الطرقات وحتى المسالك الترابية التي يمكن أن تسير فيها مركبات النقل وخاصة الشاحنات. وهو ما جعل هذه العائلات تعيش في خطر حقيقي بسبب المخاطر التي تتعرض لها من جراء لدغات الزواحف السامة والأمراض وحالات المخاض والولادة مما يهدد حياتهم بسبب بعد المسافات وانعدام المسالك، حيث يشتكي السكان القاطنون ببلديات الشريط الحدودي بوادي سوف، من تأخر إنجاز الطريق الرابط بين بلدية دوار الماء في أقصى الحدود مع دولة تونس الشقيقة مع بلية النخلة، التي تبعد بنحو 170 كلم، مرورا بعدة بلديات بالجهة الشرقية، لكن إنجاز طريق بوسط الصحراء لهذه البلدية سوف يقلص المساحة إلى نحو 70 كلم فقط.الوضع المذكور دفع شريحة واسعة من سكان دائرة الطالب العربي ببلدياتها الثلاث، للاستفسار عن سر تأخر انطلاق أشغال تعبيد الطريق الرابط بين النقطة الكيلومترية الستين الواقعة عشرون كيلومتر غرب بلدية الطالب العربي مع طريق دوار الماء النخلة، حيث استبشر المواطنون بالجهة الشرقية لولاية الوادي خيرا عندما تمت برمجة هذا المشروع لما له من فائدة كبيرة على الصعيد التنموي، حيث من شأنه المساهمة في فك العزلة عن سكان البدو الرحل في مناطق سي مبارك وعين زعيبي وغيرها، وفتح آفاق فلاحية في المنطقة نظرا للمردود الجيد للأرض الخصبة في محاصيل التمور والبطاطا، ومختلف الخضروات والفواكه، بالإضافة إلى الأهمية البالغة التي يمثلها عند ربطه بطريق الوادي - حاسي مسعود، حيث يشكل حلقة وصل بين منطقة الشمال الشرقي للوطن وحاسي مسعود ويخفف من عناء تنقل حافلات النقل العمومي والشاحنات التي تجر الصهاريج التي تنطلق من قسم الإنتاج البترولي بجارش بتبسة ومعامل التكرير النفطي بسكيكدة، والمتجهة إلى عاصمة الذهب الأسود، كما أكدت مصادرنا، أن المشروع تم استكمال دراسته قبل عدة أشهر ولم تعد هناك أسباب مقنعة للتأخر وعدم الانطلاق. ويأتي هذا المشروع أيضا ضمن شبكة الطرقات التي استفادت منها الدائرة مؤخرا، إضافة إلى الطريق الرابط بين ذات النقطة الكيلومترية مع مفترق الطرق جامعة الحمراية، الذي يشهد هو الآخر نوعا من التأخر في انجازه خاصة من الجهة الشرقية.. إذ لا جديد على الأرض من أشغال تطمئن المواطن في هذه المناطق المعزولة. ويناشد سكان الشريط الحدودي ومستخدمو الطرق المذكورة السلطات الولائية التدخل ومعالجة هذا التأخر الحاصل في الإنجاز، لكي تخفف عن المواطن حجم المعاناة التي تميز يومياته جراء العزلة والفقر.